راشد الشحي
هبَّة شمالية بعزيمة أهلها، وقوة روسية الطابع، شامخة بشموخ رؤوس جبال مسندم، تشهدها ولايات المحافظة، ونيابة ليما، بعد الأنواء المناخية الأخيرة؛ حيث تلاقت الأفئدة على النهوض بالدار، والعمل على إرجاع الوضع والطرقات إلى سابق عهدها، وتنظيف الشوارع والحارات من الطمي والأتربة، ومساعدة الجهات المختصة بمهامها المعهودة دون انتظار لأي إسناد خارجي قد يحصل، أو يتعذر بسبب التحديات الجغرافية، وما خلفته الأنواء ذاتها بالطرق الواصلة بين مُحافظة شمال الباطنة ومحافظة مسندم.
وجاء المدد الحكومي بصورته التقليدية بمثل هذه الحالات (جوًّا وبحرًا)، فأثبتت حالات الإخلاء التي تمت جدارة ومهارة المتمرسين وأصحاب الخبرة في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي اعتادت عليها الأجهزة العسكرية والأمنية وبقية القطاعات المدنية ذات الصلة؛ فكانت النتائج محل إشادة من قبل الجميع وتجلت فكرة التكامل بين الشعبين بل والحكومتين (السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة) بأنهما روحان في جسد واحد، وتوأم لا ينفصل وجعا وفرحا. وهذا ما كان معهودا من سابق الزمان.
وتبقى الأوطان مصانة بتكاتف أبنائها، واللحمة الوطنية التي تُعبر عن الحب والولاء والنصرة والإنسانية وحسن التعايش الذي يثمر أجيالا تعي ما لها وما عليها بعيدة عن الاتكال وانتظار المجهول حتى يصل متى كان الوصول قريباً أو بعيد المدى.
فالشكر للجنود المجهولين ممن أسهموا وشحذوا هممهم لكل هذا التفاني بوقت قياسي أوضحته الصور والمقاطع في مواقع الحدث، وبارك الله الجهود المخلصة للارتقاء بالمحافظة وبنيتها الأساسية؛ حيث لابد من استخلاص الدروس والعبر خلال فترة التخطيط للمشاريع المستقبلية، وواقع الحال يحتم أخذ المشورة حول مناسيب المياه ومجاريها من بيوت الخبرة المجانية من خلال الاستئناس برأي كبار السن سكان الدار؛ كونهم بمثابة المثل القائل: "أهل مكة أدرى بشعابها"
حفظ الله البلاد والعباد من كل شر ومكروه.