في التسعين (7)

د. خالد الغيلاني

هذه المرة أكتُب مقالي من شرفة أحد فنادق الدوحة عاصمة الرياضة، وقِبلة الرياضيين، وكم أنا سعيد للغاية بأن تكون حاضرة من حواضر الأمة العربية والإسلامية رائدة في مجال الرياضة؛ هذا المجال الذي بمقدار ما تبذل له يبذِل لك، وبقدر الجهد والعمل فيه يكون الناتج طيبًا يأتيك أكله رغدا.

أمَّا تسديدات هذا المقال فهي عديدة؛ فالكرة الأولى للنتائج التي جاءت من مشاركة لجنة الرياضة الجامعية في بطولة دولية بمنتخب لم يكن له إلا الهزيمة الثقيلة عنوانا، هزيمة قاسية على الجميع الانتباه لها، ومعرفة سببها، فهل الاستعداد كان ضعيفا، أو لم يجد المشاركون وقتا لإعدادهم، أو قدرات لجنة الرياضة الجامعية محدودة للغاية؛ صحيح فهي لجنة وليست اتحادا وهذا أمر آخر لا بد من الوقوف معه. ومع كمية الأهداف التي تلقاها الجامعيون؛ على الجميع إدراك أنه لا مشاركة بغير إعداد، ولا يصح أن نتحمَّل جميعا إخفاقا لمشاركة بهذا الشكل؛ فإما المشاركة الفاعلة والحضور الصحيح، وإما الاعتذار أولى وأوجب.

الكرة الثانية إلى نادي المرأة العمانية، هذا النادي الذي لا نرى أثره في أرض الواقع، والذي تم إشهاره لينهض برياضة المرأة، ويفعل دورها في مجالات الرياضات المختلفة والتي أصبحت للمرأة حضورها فيها، عندما أشهر هذا النادي استبشر الجميع، وأدركت المرأة حينها الاهتمام المتزايد بها في مجال الرياضة، والذي لا بد أن نرى أثره ماثلا للعيان، وهذه دعوة لهذا النادي ومن يقوم عليه بضرورة العمل بشكل نرى نتائجه واقعا ملموسا، وتستفيد المرأة العمانية من ناديها في كل ربوع الوطن الغالي، ويكون له دوره في رفد الرياضة العمانية بالمجيدات اللائي يرفعن علم بلادهن في مختلف المحافل، ولربما نرى ذلك ماثلا للعيان... لربما.

الكرة الثالثة لأنديتنا التي لا تزال لم تبدأ إعدادها والوقت يضيق أمامها، وهذه مشكلة ليست وليدة اليوم؛ وإنما دائمة الحدوث؛ فالإعداد للموسم الجديد من العديد من الأندية يأتي متأخرا، والأسباب هي نفسها، أوليس بعد كل هذه السنوات والخبرات التراكمية أن يكون البدء للتخطيط للموسم الجديد خلال الموسم السابق تخطيطا يضمن مشاركة فاعلة على أقل تقدير. وبطبيعة الحال مع أهمية تخطيط الأندية لمشاركاتها المحلية بوقت كاف، فإنَّ على الاتحادات تحديد مواعيد مسابقاتها كذلك بوقت كاف، فما يمنع أن تكون مواعيد المسابقات المختلفة محددة لأكثر من موسم قبل موعدها بسنتين على الأقل، ليكون العمل أكثر فاعلية واستقرارا.

والكرة الرابعة: أيُعقل أن يأتي كأس العالم في قطر، دون أن نرى أثرا له في بلادنا، فإن فاتنا استضافة منتخب من المنتخبات؛ فلا يصح أن يفوتنا حضور جماهيري عالمي تكون سلطنة عمان مستقرا لهم خلال البطولة، منها ينطلقون لحضور المباريات وإليها يعودون للاستمتاع بجو جماهيري يعززه حضور سياحي، ومتعة حقيقية بمقومات عمانية رائدة تستحق الحضور إليها، ومعرفة ثقافة وحضارة وتراث بلادنا العظيمة، لا عذر لا عذر لذوي الاختصاص إن فاتنا هذا الحدث العالمي دون أن نكون حاضرين فيه بالشكل الذي يجتهد الجميع له.

ونافلة القول.. إنَّ الرياضة سلعة غالية وصناعة حقيقية لا بد من البذل لها.