د. خالد بن علي الخوالدي
Khalid1330@hotmail.com
تمر الأيام وتنقضي الإجازة الصيفية، ويستعدُّ الجميع لبداية العام الدراسي 2022/2023، ولاشك أنَّ الاستعداد الأكبر والأهم يقع على وزارة التربية والتعليم، الوزارة التي يُؤمن سكان عُماننا الحبيبة بأنها تقوم بجهود كبيرة من أجل الارتقاء بالبيئة التعليمية، وبكل تأكيد فإنَّ هذا الجهد نابع من حب عميق لهذا الوطن وسلطانه وأبناء شعبه الوفي، وبكلِّ حب يرغب أبناء عُمان من هذه الوزارة أنْ يكون هذا العام استثنائيا من كافة الجهات، وأن يكون الاستعداد للعام الدراسي واقعًا على أرض الواقع، وليس تصريحا صحفيا يوزع على الصحف.
إنَّنا نثق بأن كلَّ فرد من موظفي وزارة التربية والتعليم يُدرك أهمية التعليم وأهمية الاستعداد التام لتقديم واجبات مدرسية تتسم بالتنظيم والإبداع والجاهزية من كل النواحي: الإدارية والفنية، والجوانب اللوجستية المكملة والمتممة لبداية عام دراسي خالٍ من النواقص التي شابت الأعوام الماضية، والتي أثرت بشكل كبير في العملية التعليمية والتربوية، وأدت إلى تذمُّر الهيئات الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور، فقد تأخر عدد من الكتب المدرسية إلى أواخر كل فصل دراسي، وكان النقص العددي في الكوادر التدريسية بأعداد كبيرة مما كان له أثر على العملية التعليمية، ناهيك عن نقص حاد في عدد الحافلات المدرسية، وتذمُّر عام في المدارس من تعطل مكيفات التبريد وعدم صيانتها بالشكل الذي يسمح ببيئة تعليمية مريحة في صيف حار، وزحمة كبيرة في عدد المناهج لأغلب الصفوف، والاهتمام بالكم على الكيف مما يؤدي إلى عدم قدرة المعلم على الانتهاء من المقرر، وعدم قدرة الطالب على الاستيعاب.
أمور عديدة.. ولو كانت بسيطة في نظر البعض، إلا أنَّ لها تأثير كبير على العملية التعليمية التي تحتاج إلى تهيئة دقيقة ومحسوبة من كل الجهات.
في كلِّ بداية عام دراسي جديد تُطالعنا الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات عدَّة على لسان مسؤولي وزارة التربية والتعليم عن الاستعداد التام للوزارة، بينما يقوم الكادر التعليمي في نفس اليوم الذي يتم التصريح فيه بتنظيف مدارسهم وإزالة الغبار عن الطاولات والكراسي وكل المرافق المدرسية التي لم يتم عمل صيانة لها قبل بداية العام الدراسي، كما تقوم الوزارة بصورة عاجلة وكأنها كانت في سبات عميق بعمل الصيانة لمرافق مدرسية خارجة عن الخدمة ومدارس أخرى تَئِن تحت وطأة نقص الطاولات والكراسي والمرافق المدرسية الضرورية كمكيفات التبريد وثلاجات المياه الصالحة للشرب... وغيرها من المتطلبات الضرورية لبداية عام دراسي خالٍ من أي مُنغِّصات.
إنَّ الإجازة الصيفية الحالية تتيح للوزارة الاستعداد التام من جميع النواحي، خاصة في مجال الصيانة العامة لكل المدارس التي تحتاج صيانة، خاصة ما يخص أجهزة التبريد وعمليات صبغ المدارس وتهيئتها، وفي مجال توفير الكتب الدراسية يمكن متابعة المطابع وعملها وعدم تقديم الأعذار لتأخرها، وتوفير مزيدٍ من الكوادر التعليمية وتنظيم وترتيب الحافلات المدرسية وطريقة عملها، وتنظيم أعمال النظافة داخل المدارس والتعاقد مع شركات التنظيف، ويا ليت المديريات التعليمية تعجل في عمليات النقل الداخلي حتى نرى استقرار الكوادر التدريسية من بداية العام الدراسي.
ورسالة عاجلة وأخيرة لوزارة التربية والتعليم بأنَّ هناك عددًا من مدارس ولاية الخابورة والسويق سقطت جدرانها، وتعطلت فيها الدراسة، ولا تزال هذه المدارس لم يتم معالجة وضعها رغم مرور ما يقرب من العام على إعصار شاهين.. إنَّنا نرجو أن نرى عاما دراسيا تكون الجاهزية فيه بنسبة عالية جدا، ونتلافى كل السلبيات التي وقعت في العام الماضي، وأملنا كبير في وزارة التربية والتعليم الموقرة بالنظر إلى هذه النقاط وغيرها بأهمية كبيرة، من أجل عام دراسي بدون أي سلبيات أو مكدرات للطاقم الإداري والتدريسي وأولياء الأمور.
ودمتم ودامت عُمان بخير...،