في كلمته بافتتاح المؤتمر العلمي الدولي بالأردن

سماحة المفتي: يجب الاعتناء بالمخطوط العماني لأنه يخلّد العلم

انطلقت أعمال المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر "المخطوطات العمانية فهرسة وتحقيقا ودراسة بين الواقع والآفاق" الذي تنظمه جامعة آل البيت ممثلة في وحدة الدراسات العماني بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في مكتب الافتاء، وذلك تحت رعاية مندوب صاحب السمو الملكي الأمیر الحسن بن طلال معالي الدكتور نبيه شقم، وبحضور أصحاب المعالي والسعادة والمشاركين في أعمال المؤتمر.

تضمن حفل افتتاح المؤتمر عددا من الفقرات منها كلمة رئيس جامعة آل البيت الأستذ الدكتور هاني الضمور، الذي قال: "يُسْعِدُنِي أن يكونَ لجامعةِ آلِ البيتِ شرفُ إقامةِ هذا المؤتمرِ العلميِّ بالتعاونِ مع مكتبِ الإفتاءِ العامِ بوزارةِ الأوقافِ والشؤونِ الدينيةِ في سلطنةِ عُمانَ الشقيقةِ وتحتَ رعايةٍ هاشميةٍ ساميةٍ من صاحبِ السموِّ الملكيِّ الحسنِ بنِ طلالٍ المعظم، مُنتدِبا معالي السيد نبيه شُقُم المكرَّم وزيرِ الثقافةِ الأسبق، في هذا اليومِ الفريدِ بحضورِكُمْ وبمسيرةِ جامعةِ آلِ البيتِ المبارَكَة، ويُشرِّفُنا أيضا أنْ تمتدَّ جذورُ التواصلِ وتتعمَّقُ بينَ جامعةِ آلِ البيتِ وسلطنةِ عُمانَ الشقيقةِ ممثلةً بمكتبِ الإفتاءِ بوزارةِ الأوقافِ والشؤونِ الدينيةِ، وتتجدَّدُ الاتفاقيةُ بيننا وِفْقَ بنودِ الإخاءِ والتاريخِ والعلميَّةِ المقنَّنةِ لحاضرِ الإنسانيةِ ومستقبلِهَا المبنيِّ على عراقتِهِ وأصالتِهِ، وما كانَ كلُّ ذلكَ إلا ثمرةً من ثمارِ العلاقاتِ التاريخيةِ بينَ الشقيقتين : المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ وسلطنةِ عُمانَ، بفضلِ القيادتينِ الحكيمتينِ فيهِمَا".

وألقى سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان كلمة قال فيها: "إن المخطوط العماني أمر يجب أن يعتنى به وأنه لولا المخطوطات لما خُلد العلم ولما اطلع المتأخرون على مآثر المتقدمين وبالخط نشرت المعارف في الآفاق وبالخط حصل التفاهم بين الناس".

وأشار سماحته إلى "أن الاهتمام بالمخطوط العماني يعد اهتماماً بجزء من التراث الكبير الذي نعتز ونفخر به جميعاً لأن الله سبحانه وتعالى جعله سبباً لوصولنا لما وصلنا إليه من المعارف المتنوعة التي ابتكرها السلف الصالح واستنبطوها من الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة". كما قدم سماحته الشكر لصاحب السمو الملكي الأمیر الحسن بن طلال المعظم على حضوره ورعاية للمؤتمر والقائمين على جامعة آل البيت والمشاركين في المؤتمر وتمنى لهم التوفيق والنجاح لأعمال هذا المؤتمر العلمي.

وألقى الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بنجلالي من جمهورية المغرب كلمة المشاركين في المؤتمر قال فيها: "إننا نتوجه بالشكر والامتنان إلى القائمين على شؤون هذا النشاط العلمي الجاد، والساهرين على إنجاحه، وتقدم بالشكر لجامعة آل البيت وسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان وفخر الأمة العربية والإسلامية في مجال الإفتاء المطبوع بالحكمة والاتزان، والشكر موصول إلى كل المؤسسات العمانية المشاركة في معرض الكتب والمخطوطات، وإلى سلطان سلطنة عمان وضامن وحدتها السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه".

وأشار في كلمته: "أنه فيما يخص عنوان المؤتمر: "المخطوط العماني فهرسة وتحقيقا ودراسة بين الواقع والآفاق"؛ فقد جاء ليحيي قلوبا من مواتها، ويوقظ عقولا من غفلتها، ويعيد الأمة العربية والإسلامية إلى مجدها وعزتها، ويزيد بها خطوة إلى الأمام حتى لا تبقى أسيرة حيرتها، إذ ليس لها من خيار؛ فهي إما أن تكون وإما ألا تكون".

وخلال حفل الافتتاح تم عرض فلم مرئي بعنوان "سلطنة عمان: التاريخ والحضارة الذي يعبر عن حضارة عمان الإنسان العماني والمكان والحضارة".

وفي الختام كرم راعي الحفل القائمين على الإعداد والتجهيز لهذا المؤتمر كما قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في مكتب الإفتاء هدية تذكارية لراعي الحفل قدمها سعادة السفير العماني لدى المملكة الأردنية الهاشمية سعادة الشيخ هلال بن مرهون المعمري.

وصاحب المؤتمر معرض مكون من عدد من الأركان بمشاركة عدد من المؤسسات منها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في مكتب الإفتاء تشارك بعدد من الإصدارات المتنوعة الفكرية والثقافية ، كما تشارك مؤسسة ذاكرة عمان بعدد من الوثائق والمخطوطات المتنوعة والتي تبرز جانباً مهماً من التراث العماني الأصيل في الإهتمام والعناية بالمخطوطات والوثائق.

كما تضمن برنامج المؤتمر اليوم الأول أربع جلسات بمعدل إحدى وعشرين ورقة بحثية تناولت محاور المؤتمر التي تناقش القيم الحضارية والتاريخية والثقافية للمخطوط العماني. وتتناول رحلة المخطوط العماني في الخزائن والمكتبات العمانية والعربية والإسلامية والعالمية.

يشار إلى أن المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين يهدف إلى إبراز المكانة التاريخية والحضارية للمخطوط العماني ذي الخصوصية الفريدة والمتميزة، ويعمل على حفظ التراث العماني ممثلاً بالمخطوطات بوصفها مصدراً دينياً وتاريخياً وثقافيا واجتماعيا.

تعليق عبر الفيس بوك