أصيلة بنت حمد الحبسية
asilaalhabsi@gmail.com
يعدُّ العمل التطوعي من أهم الظواهر الاجتماعية الإيجابية والأنشطة الإنسانية الفعالة، فهو سلوك حضاري مميز ومثمر، نظرًا لمساهماته الفعّالة في بناء وغرس القيم والأخلاق النبيلة في نفوس الأفراد، كالتعاون والتماسك بين أفراد المجتمع؛ فهو مفهوم يحتوي على ممارسات إنسانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمبادئ وتعاليم الشريعة الإسلامية والثقافة العربية الأصيلة. وقد أُطلق عليه مُسمَّى العمل التطوعي لأن الفرد يقوم به طواعيةً دون إجبار او أُجرة من الآخرين على فعله، بل إنه ينشأ عن رغبة وإرادة داخلية لدى الفرد.
وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أنواع وأهمية وفؤائد العمل التطوعي.
ينقسم العمل التطوعي إلى نوعين رئيسيين؛ فالنوع الأول يتمثل في صورة العمل التطوعي الفردي الذي يتحقق في المبادرات شخصية بالقيام بأعمال خيرية تطوعية دون انتظار الحصول على أي مردود مادي مع مراعاة قيم ومبادئ المجتمع المحلي. وأما النوع الثاني فيتمثل في العمل التطوعي الجماعي؛ حيث يكون العمل ضمن جماعة أو مؤسسات أهلية خيرية.
أما أهمية العمل التطوعي، فإن للعمل التطوعي أهمية كبيرة ومنها إتاحة الفرصة للأفراد للانخراط في تلمس حاجات المجتمع وقضاياه والوقوف على معاناة الناس ووتلبية احتياجاتهم، وكذلك إتاحة الفرص لدى الأفراد في المشاركة مع المؤسسات الرسمية في رسم سياسات وخطط التنمية البشرية والاقتصادية في مجتمعهم من خلال تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع، إضافة إلى صقل شخصية الأفراد والارتقاء بقدراتهم العقلية والمهنية وتعزيز الشعور بتحقيق الذات والثقة بالنفس والرضا.
وتتعدَّد فوائد العمل التطوعي؛ والتي من أهمها:
- تعزيز الثقة بالنفس وروح الإنجاز.
- الشعور بالانتماء الوطني.
- الاستفادة من وقت الفراغ وتحويله إلى نشاط تطوعي مفيد ومثمر.
- اكتساب مهارات جديدة ومتنوعة.
- زيادة التواصل الفعال مع الأفراد والمجتمعات.
- غرس القيم الإسلامية النبيلة والحميدة في نفوس أفراد المجتمع.
- نشر المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع.
- رسم البهجة والابتسامة على وجوه الآخرين وإشعارهم بأن لهم أشخاصًا يساندونهم في تلبية احتياجاتهم المعنوية والمادية.
إنَّ العمل التطوعي يحتاج إلى طاقات هائلة عظيمة لا يمتلكها إلا الشباب، وباتت تلك الفكرة في الآونة الاخيرة تأخذ منحى جديّ لدى الشباب، فكثير من الحكومات قد تعجز عن العناية أو تليية حاجات شريحة كبيرة من المجتمع فيكون الحل الأمثل في تشكيل مجموعات من الشباب يكون هدفها الرئيسي محاولة ايجاد حلول لبعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع.
إن العمل التطوعي يعد ركيزة من ركائز بناء المجتمعات ويعكس مدى ارتباط المجتمعات بعضها ببعض ويساهم في نشر السلام المجتمعي لأن له دلالات كثيرة مثل حب الخير ومساعدة الآخرين، كما أن المؤسسات الحكومية والخاصة تقدم دعمها للمتطوعين سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، ولا يمكننا أن ننسى ما سطره العمانيون من مواقف يضرب بها المثل، حين اصطفوا صفا واحدا لمساعدة المتضررين من إعصار شاهين، دون ابتغاء أي مكاسب، فقط بدافع حب الخير.