النفايات في العيد

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

قضية النفايات التي تتراكم خلال العيد من القضايا المهمة التي تحدثنا عنها سابقًا، والقضية بسيطة ولا تحتاج إلى مزيد من التوضيح والشرح، وتدل على مدى الوعي والثقافة المجتمعية بكيفية التعامل مع البيئة والحياة من حولنا، ولا يتطلب منا كمجتمع واعٍ أكثر من رمي هذه النفايات في الأماكن المخصصة لها، والتي تتوزع في مواقع معروفة ومحددة من قبل شركة بيئة.

والوعي المجتمعي مرتبط ارتباطا كبيرا بالثقافة الإسلامية التي تحث المسلم على النظافة البدنية ونظافة البيئة من حوله فقد قال الرسول- صلى الله عليه وسلم: "النظافة من الإيمان"، وهو حديث قليل في كلماته ولكنه عميق في معناه، وطالما كانت النظافة بهذه المكانة العالية من حياتنا ولها التأثير الكبير من الناحية الإيمانية؛ فمن الأولى أن نتوقف عندها بصورة عامة، وفي أيام العيد بصفة خاصة فهي مناسبة عظيمة نلبس فيها الجديد ويدعونا المولى سبحانه لأن نُظهر فيها الفرح والسرور وبث البهجة، وهذه الدعوة المباركة تتنافى والتصرفات التي تصدر من البعض في أيام العيد من رمي نفايات الذبائح على الشوارع والطرقات وبين السكك والحارات، وهو ما يشكل إيذاءً نفسيًا وماديًا لحياة الجيران، ومستخدمي هذه المواقع من مواطنين ومقيمين وسياح، ولها آثار بصرية تتخزن في العقل اللاوعي وتعمل على إيصال رسالة سلبية عن مدى الثقافة المجتمعية لدى هؤلاء وهو ما لا نرضاه لمجتمعنا الملتزم أخلاقيا وسلوكيا.

الأمر لا يتطلب من الأفراد إلا وضع نفايات الذبائح ونفايات الشواء والمشاكيك بعد إطفاء الفحم المشتعل في أكياس بلاستيكية وأحكام إغلاقها ووضعها داخل أي حاوية قريبة أو التخلص منها في مجمع الحاويات المخصص لنفايات الذبائح وهي معروفة ومحددة ومنتشرة في كافة ربوع الولايات، ولابد من وضع خط أحمر داكن لكلمة مغلقة بأحكام فعندما تتم هذه العملية لا يمكن أن تصدر روائح من هذه الأكياس على المدى القريب والبعيد.

هذا التصرف السليم له جوانب إيجابية عديدة تنعكس أثارها علينا كأفراد وكمجتمع حيث نعيش في بيئة نظيفة خالية من الحشرات والروائح الكريهة، وتدل على مستوى الوعي المجتمعي الراقي في كيفية التخلص السليم لنفايات الذبائح، وهذا السلوك المجتمعي الراقي يمثل مؤشرا حضاريا لما وصلنا إليه في عماننا الجميلة، ويحملنا مسؤولية أكبر لتحقيق المزيد من الرقي للحفاظ على بيئة عمان خالية من أي أسباب للتلوث، ودرس عملي لأطفالنا في تعزيز قيم النظافة والاهتمام بالعيد وفرحته واحترام الجار وعدم إيذائه بالروائح وفرصة عملية في إيصال رسالة لأطفالنا بأن عمال النظافة هم بشر ولهم احترامهم وتقديرهم خاصة وأننا في أيام عيد مباركة، ومن حق هؤلاء العمال الاحتفال بالعيد بدل إرهاقهم في تتبع مخلفات العيد بين السكك والحواير وبجنب مجمع القمامة وعلى الطرقات العامة.

ودمتم ودامت عمان بخير.