مطالب بالاستفادة من التقنيات الحديثة في تعزيز التواصل بين الطبيب والمريض

الاستشارات الطبية عبر الإنترنت.. سلاح ذو حدين في ظل انتشار الحسابات الوهمية

الجهضمي: وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في سهولة التواصل بين المريض والطبيب

القصابي: يمكن الاعتماد على منصات التواصل في المعلومات الطبية العامة فقط

الغافري: من الضروري حضور الأطباء على منصات التواصل والتصدي لـ"الوهميين"

السعدي: منصات التواصل الاجتماعي تقدم الغث والسمين

الغافري: الاستشارة الإلكترونية لا تغني عن المناظرة الطبية

الرؤية - سارة العبرية

أكد عدد من الأطباء أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم الاستشارات الطبية للمرضى يعد سلاحًا ذا حدين، ويجب على العاملين في المجال الطبي الانتباه إلى أهمية هذا الأمر وخطورته في نفس الوقت، وذلك بعدما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل المعرفة واكتسبت مؤخرا أهمية كبيرة في الجانب الطبي خصوصاً بسبب جائحة كوفيد 19.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الأطباء في السنوات الأخيرة بدأوا في تطوير زيادة تفاعلهم مع المتابعين عبر هذه المنصات، فهل تعتبر الاستشارات الطبية عبر الإنترنت عاملا فعالا يمكن الاعتماد عليه بعيدا عن المناظرة الطبية؟

يقول الدكتور المعتصم القصابي اختصاصي جلدية: "إن تقديم الاستشارات الطبية عبر منصات التواصل الاجتماعي يعد محدودا جدا؛ حيث إن الاستشارة الطبية الكاملة تشمل أخذ تفاصيل المرض والأعراض كاملة والفحص السريري ومن ثم الفحوصات والعلاجات اللازمة، مؤكدا أن كل هذه الخطوات لا يمكن تنفيذها عبر هذه المنصات، ولكن يمكن تقديم نصائح مبدئية لبعض التخصصات كالتغيرات الجلدية البسيطة.

الدكتور المعتصم القصابي.jpg
 

ويؤكد الدكتور عادل الغافري استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم، أن وسائل التواصل الاجتماعي أوجدت منصة تفاعلية سهلة الوصول بعيدا عن قيود ساعات مكان العمل، مشيرا إلى أن فعالية السوشال ميديا تكمن في تعزيز الوعي والتثقيف الصحي.

ومن الممكن أن تساهم منصات التواصل الاجتماعي في توفير البيئة للأطباء بالتفاعل مع المرضى بهدف الوعي والتثقيف، ومراقبة الحالة الصحية للمريض وتشجيع التغييرات السلوكية على أمل أن تؤدي هذه الجهود إلى تعليم أفضل وزيادة الامتثال العلاجي ونتائج علاج أفضل، وذلك عن طريق عرض المعلومات القائمة على الأدلة لمواجهة المواد غير الدقيقة على الإنترنت، وقد تتيح بعض المنصات في وسائل التواصل الاجتماعي للجمهور فرصة للمشاركة في هذه المناقشات.

الدكتور عادل الغافري.jpg


 

ويشير الدكتور عيسى الجهضمي استشاري أمراض الجهاز التنفسي والنوم، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل إيجابي في هذا المجال؛ حيث تمكن آلاف المرضى من التواصل مع الأطباء ومناقشة حالاتهم الصحية والحصول على استشارة طبية.

الدكتور عيسى الجهضمي.jpg


 

وترى آمنة بنت سعيد الشامسية دكتورة استشارات نفسية أسرية في عيادة ملاذ النفسية، أن من واجب العاملين في المجالات الطبية المختلفة من كافة الاختصاصات تقديم المعلومات بشكل دقيق، آخذين بعين الاعتبار أن فائض الجهل كفائض المعرفة كلاهما ضار بشكل مختلف، مؤكدة أن الأطباء والعاملين في المجال الطبي عليهم تحديد جرعات المعرفة بما يتناسب مع الجمهور.

وأدت انتشار ظاهرة الاستشارات الطبية في مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود حسابات عديدة تقدم معلومات طبية خاطئة؛ حيث إن الكثير من العيادات الإلكترونية تتسم بالعشوائية وعدم الدقة في المعلومات الطبية والاستشارات المقدمة، فضلا عن وصف الأدوية، مما يسبب مشكلات صحية أكثر تعقيدا، كما أن كل مريض يتطلب علاجا خاصا بحسب حالته الطبية، ولا يتم وصف الدواء المناسب حتى يتم الاطّلاع وإجراء تحاليل لمعرفة عوامل الوراثة والأمراض الأخرى التي عانى منها المريض والتي قد تزداد مضاعفاتها في حال وُصف دواء غير مناسب للمريض، وقد يكون الغرض من بعض هذي المنصات الترويج لدواء معين غير مصرح ولا معتمد من قبل الهيئات الصحية المعنية مثل الأدوية العشبية.

الدكتورة آمنة الشامسي.jpg


 

وتتحدث الشامسية عن إمكانية تحسين الخدمات بتطوير استمارات إلكترونية على سبيل المثال تغطي المعلومات الأساسية لطالب الخدمة و طرق المتابعة فيما بعد، حتى تتوفر معلومات كافية لدى المعالج، لافتة إلى أن عددا من الأطباء وغير الأطباء يصفون الأدوية بناء على استشارة عن بعد وبدون معرفة واعية بالمريض.

ويتحدث الدكتور المعتصم القصابي عن التشخيص الخاطئ باستخدام منصات التواصل الاجتماعي نتيجة عدم عدم اكتمال الاستشارة الطبية، موضحا أنه يمكن تفادي هذه الأخطاء عن طريق تقديم المعلومات العامة عن الأمراض، وكذلك السلوكيات الخاطئة وتجنب الاستشارات الطبية.

ويشدد الدكتور عادل الغافري على ضرورة تحمل الأطباء مسؤولية توعية المجتمع والتصدي للأطباء الوهميين على منصات التواصل الاجتماعي، حتى يتمكن المتابع من التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة، وذلك عن طريق نشر المعلومات الصحيحة ردا على مدّعي الطب، محذرا من ترك هذه المساحة الإلكترونية للأطباء الوهميين وضرورة أن يكون وصف الأدوية من خلال طبيب متخصص.

ويقول الدكتور أحمد السعدي دكتور أمراض الأعصاب والباطنية: "على الرغم من الفوائد الجمة لهذه المنصات إلا أنها تشكل بيئة خصبة لنشر الشائعات، وهناك الكثير من الحسابات الوهمية من مدعي الاختصاص، وكذلك ما حدث في الآونة الأخيرة انتشرت الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة حول وباء كورونا، إلى أن المختصين والجهات الرسمية تصدوا لها بنشر الحقائق وكشف الزيف".

وعن أبرز الاستشارات التي يستقبلها الأطباء عبر منصات التواصل الاجتماعي، يشير القصابي إلى أنهم يتلقون العديد من الاستفسارات في التغيرات الجلدية الطارئة والمزمنة وكذلك استفسارات متعلقة بالكريمات الموضعية المنتشرة سواء الطبية أو التجميلية، وأيضا فيما يتعلق بالأجهزة التجميلية كالليزر وغيرها.

ويوضح الغافري أن أبرز الاستفسارات ترد في الجانب التشخيصي والعلاجي لأمراض المفاصل والروماتيزوم، وبعضها عن التساؤلات الخاصة بالمادة العلمية المعروضة والإجابة عليها بطريقة علمية تخدم السائل، لافتاً إلى أن بعض المرضى يُوجهون إلى العيادات التخصصية الأخرى حسب الأعراض المقترحة.

فيما ذكرت الدكتورة آمنة: "كون عيادتنا نفسية، تردنا الكثير من الأسئلة عن مختلف الاضطرابات النفسية والمشاكل الاجتماعية خاصة فئة الشباب ممن وقعوا بين جيلين مختلفين".

وينصح الدكتورعادل الغافري استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم بضرورة الإيمان بأن الاستشارة الطبية الإلكترونية لا تغني بتاتا عن المناظرة الطبية أو ما يعرف بالكشف ولابد من تواصل مباشر مع المريض لأخذ التفاصيل، وكذلك إجراء فحوص طبية مبكرة.

ويوجه الدكتور عيسى الجهضمي الأفراد ممن يعانون من الأمراض المزمنة بالمتابعة مع طبيب مختص بالمرض والتأكد من التشخيص والخطة العلاجية الموضوعة، محذرا من التعامل مع المراكز العلاجية غير المرخصة التي تروج طرقا علاجية غير معتمدة طبيا من أجل كسب المال فقط.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك