سالم بن نجيم البادي

لفتت انتباهي طرفة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تظهر صورة فانوس كُتب أسفله "فانوس سحري للبيع، وسبب البيع أن المارد استقال لأنهم طلبوا منه أن يدخل خططه في إجادة"! وإحدى النساء كتبت تحت رسم امرأة مصابة بالذهول الشديد: "سوف أخبر الله بكل شيء عن منظومة إجادة"، وقال أحدهم: "بعيدا عن منظومة إجادة.. الدنيا بخير عندهم"، ويقصد من لم يطبقها من الدول الأخرى، وهذا يدل على خوف بعض الموظفين من تطبيقها، وعدم اقتناعهم بها، وجهل جدواها ويرون فيها عبئًا إضافيًا ثقيلًا.

لستُ هنا بصدد تثبيط همم الموظفين لتطبيق منظومة إجادة ولا مقاومة التطوير والتحديث والتغيير نحو الأفضل، لكن أشير إلى عقبات ومخاوف جمة تواجه تطبيق منظومة إجادة، وأهم هذه العقبات عدم اقتناع قطاع كبير من الموظفين بها ويعتقدون أن لا جديد فيها، وأن ما كانوا يقومون به قبلها هو ما سوف يسجلونه في الأهداف وهو ما سوف ينفذونه أيضًا.

وقد تكون بعض الأهداف روتينية وتقليدية ومعادة ومكررة وخالية من الابتكار والإبداع وتكرّس ما هو سائد ومألوف قبل منظومة إجادة. ويُعتقد على نطاق واسع أن الهدف من منظومة إجادة هو الهروب من الترقيات المستحقة. وقد احتاج إقناع الموظفين بضرورة الانتهاء من وضع خططهم وقتًا طويلًا وجهودًا كبيرة وشاقة ومضنية ومرهقة، وقد فعلها بعضهم على مضض وتذمر وعدم اقتناع. ويقال إن بعض الذين قدموا استقالاتهم كانت منظومة إجادة أحد الأسباب التي جعلتهم يستقيلون!!

ويبرز التساؤل هنا عن الموظف المجيد المستحق للمكافأة أو الترقية في ظل منظومة إجادة؟ فالموظف هو الذي يضع أهدافه والموظف الكسول والتقليدي قد يختار الهدف السهل، ثم يطبقه ويأتي الموظف المجيد والمبدع فيضع الأهداف المتميزة الكبيرة فيطبقها كذلك، فهل يتساوى الموظف المبدع مع الموظف العادي؛ لأن كلاهما قد حقق أهدافه؟!

ومن العقبات التي تواجه منظومة إجادة ضعف شبكة الانترنت، خاصة في وقت الذروة خلال الدوام الرسمي، حين يصعب إدخال الأهداف ثم اعتمادها من المسؤول المباشر وكذلك عند قيام المسؤول المباشر بتقييم الموظف. ووجود مشاكل تقنية بين فترة وأخرى، ومع وجود هذا الضعف في الشبكة، يقال إن فترة التقييم للمرحلة الأولى ورفع الخطط للفترة الثانية في وزارة التربية والتعليم وهي من 13 يونيو 2022 إلى 7 يوليو 2022 مدة غير كافية، والسؤال المطروح كذلك هو: هل تصلح منظومة إجادة لكل الوظائف خذ -مثلا- الحارس ما عساه أن يكتب في خطته؟ وهل يمكن تطبيقها في جميع المؤسسات والقطاعات وكل مواقع العمل والمهن؟

وبما أنه تقرر المضي قدمًا في تطبيق منظومة إجادة، فإن على الجهات المختصة تكثيف التوعية بفائدة هذه المنظومة وأهميتها، والعمل على إزالة كل المخاوف والشكوك حولها، وتذليل كافة العقبات ومعالجة الثغرات، حتى يُمكن تطبيق المنطومة بسهولة ويسر، وحتى لا تكون هذه المنظومة البعبع المخيف والمجهول الغامض. وينبغي منح الترقيات المتأخرة كلها ولجميع الموظفين من دفعة 2012 فصاعدًا لتحقيق العدالة والمساواة قبل التطبيق الفعلي لهذه المنظومة.