من المسؤول عن ندرة الأعلاف الحيوانية؟

 

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

يعتمد مربو الثروة الحيوانية على الأعلاف الحيوانية كمصدر رئيس ومهم للغذاء لمصدر الدخل الوحيد للكثير منهم، وعندما نتحدث عن محافظة ظفار التي تمتلك أعدادًا كبيرة من الثروة الحيوانية والتي من المفترض أن تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير كذلك للخارج، وعلى الرغم من وجود مصانع متخصصة بإنتاج الأعلاف الحيوانية، إلا إن هناك -للأسف- ندرة في توافر كميات كافية من الأعلاف وما صاحبه من ارتفاع جنوني في الأسعار بحجة ارتفاع تكلفة التصنيع واستيراد المواد الخام مما سبب في وجود مشكلة كبيرة تهدد هذا القطاع الحيوي والمهم.

من وجهة نظرنا، تكمن المشكلة في شقين أساسين؛ الأول: عدم وجود جمعية أهلية معنية بمربي الثروة الحيوانية لتكون المتحدث الرسمي لهم، وتناقش وتطالب بمختلف الاحتياجات والمعوقات التي تقف أمام تعظيم الاستفادة من هذه الثروة الوطنية التي من الممكن أن تدخل في كثير من الصناعات، وترفع من نسبة مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد الوطني وعدم اقتصاره -فقط- على بيع اللحوم. والشق الثاني: تعدد وتشعب اختصاصات ومهام الجهات ذات العلاقة بهذا القطاع وعدم وجود مسار واضح يوفر الامتيازات والتسهيلات التي يمكن أن يستفيد منها الجميع؛ سواء مربو الثروة الحيوانية أو المستهلك المحلي أو مختلف القطاعات التي يمكن أن تستفيد من هذه الثروة في الكثير من الصناعات على مستوى السوق المحلي أو الخارجي.

نقطة أخرى مهمة تتمثل في نقص البحوث العلمية والدراسات التي يمكن أن توفر الفرص الاستثمارية للراغبيين في عمل مشاريع وطنية مع توفير التسهيلات والامتيازات المحفزة للاستثمار في هذا القطاع الهام والواعد، وتوفر الحلول لمعالجة مختلف المعوقات والصعوبات للعاملين في هذا القطاع.

أيضًا من حق المستهلك أن يبحث عن المنتج ذي السعر الذي يناسب ظروفه المادية، ولكن الخوف أن نصل إلى مرحلة نعتمد بشكل جذري على الاستيراد الخارجي، بدلًا من تعظيم الاستفادة من هذه الثروة الوطنية، ونقع تحت رحمة سوق عالمي متغير.

وبالتالي من الأهمية بمكان الاستفادة من هذه الثروة الوطنية بتقديم مختلف التسهيلات من كافة الجهات ذات العلاقة، والتي تضمن أسعارا مناسبة للمنتج الوطني لدى المستهلك وكذلك العمل على تحويلها إلى صناعة توفر فرص عمل وتحقق قيمة محلية مضافة، وكذلك تضمن عائدًا ماديًا  مناسبًا للكثير من الأسر التي تعتمد عليها كمصدر دخل وحيد. والأهم في المرحلة الحالية محاولة إيجاد حلول عاجلة لضمان توفر الأعلاف بكميات كافية؛ سواء لمربّي الثروة الحيوانية أو أصحاب المحلات من المواطنين الذين يبيعون هذا المنتج ولديهم الكثير من الالتزامات ويعتمدون فقط على هذا النشاط التجاري.