"إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ"

 

علي بن حمد المسلمي

aha.1970@hotmail.com

 

بين الفينة، والأخرى يكشف الله ما كان مستوراً، وما يظهره هؤلاء من حقد دفين على الإسلام، والمسلمين بالسعي للنيل من رموزهم، ومقدساتهم، سواء بالعلن، أو بالسر، أو بالاعتداء المباشر على أوطانهم، بحجج مختلفة، وبوسائل خفية، أو معلنة.

وما تصريحات المسؤول في الحزب الهندي الحاكم، وما تضمنته من إساءة إلى نبي الرحمة، وزوجه الطاهرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بحجة السخرية من إلاهها المزعوم، وهي حجة أوهن من بيت العنكبوت ما هي إلا غيض من فيض مما تكن صدورهم، وما تخفي تجاه الإسلام، والمسلمين، وعلى أمة الإسلام اليقظة لمثل هؤلاء، وردعهم بشتى الوسائل التي تحول دون تطاولهم مرات، ومرات، والوقوف صفاً واحداً تجاههم حتى يكفوا عن النيل منا ومن رموزنا، ومقدساتنا.

إنَّ الإساءة إلى خاتم الأنبياء، والمرسلين إساءة إلى أمة مليار مسلم، وعلى هؤلاء احترام مشاعرهم كما يحترمون مشاعرهم، ولا سيما أن ديننا الحنيف أمرنا نحن المسلمين ألا نعتدي على أحد بالقول، أو باللفظ، أو بالفعل إلا إذ أعتدى علينا في حالة الحرب أو السلم.

وعلينا أن نُعّرِفَهُم بأنَّ الأنبياء، والمرسلين عليهم الصلاة والسلام هم رسل الله يدعون إلى عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد، يخرجون الناس من الظلمات إلى النور، والإساءة إليهم مقت عظيم، وهو ازدراء للأديان السماوية، واجتراء عليهم، وهو ما تجرمه القوانين، والأعراف الدولية إذ يلزم صاحبه الرجوع إلى الحق والاعتراف بالخطأ، والاعتذار، والكف عن هذه الممارسات الشنيعة؛ لأن الله سبحانه وتعالى قادر عليهَم حيث قال في محكم كتابه العزيز لنبيه الكريم عندما آذاه كبراء كفار قريش" إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ".

ونُذكرهم بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة عربا، وعجما إنسا، وجنا فهو الرحمة المهداة" وما أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" ودينه دين الحق، والسلام، وقيمنا قيم التسامح تنبذ السخرية، والاستهزاء، واللمز والغمز والهمز، وتدعو إلى المحبة، والوئام، والسلام، ولا نعتدي على راهب في صومعته، ولا نقتل طفلاً، ولا شيخاً، ولا امرأة، ونحترم العهود، والمواثيق وأهل الذمة، ولا نسيء الجوار، وليرجعوا إلى الفتوحات الإسلامية، وما حملت تحت لوائها من الرحمة، والعدل، وقد سطر القادة المسلمون للجند أروع النصائح في كيفيةَ التعامل مع أهل البلاد التي فتحوها، ونشر قيم الإسلام السمحة، وتعاليمه "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".

وقد أقام المسلمون في تلك البلاد إرثا حضاريا ماديا، وغير مادي بما خلفوه من معمار، وإرث ثقافي، ونشأت في بلادهم دول إسلامية، وإمبراطوريات كالدولة الغزنوية، والإمبراطورية المغولية في عهد الإمبراطور شاه جيهان التي خلفت آثاراً تاريخية كتاج محل الذي يعد تحفة معمارية من أعظم، وأروع الفنون المعمارية الإسلامية، ومن عجائب الدنيا السبع، وغيرها من المساجد الإسلامية التي شيدت في ذلك العصر.

إن يقظة علماء الأمة، ومراكزها العلمية، وأفرادها له الأثر الأكبر في التصدي لمثل هؤلاء الذين ينعقون من حدب، وصوب، ويرمون بالحجارة دون بصر، وبصيرة لإئذاء مشاعر الأمة بالإساءة إلى إمام المرسلين، ورادع لمن يسول له لسانه الأذى وما الأوسمة، والتغريدات التي أطلقت مثل "إلا رسول الله يا…"، وموقف علماء الأمة كالعلامة الشيخ أحمد الخليلي- حفظه الله-، وشيخ الأزهر، وردود أفعال القادة باستدعاء السفراء إلا دليل على أن هذه الأمة ما زالت بخير "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ".

تعليق عبر الفيس بوك