إسماعيل بن شهاب البلوشي
بفضل من الله سبحانه وتعالى ولطفًا منه اقتحمنا الهدف وحتى دون أن نحتاج إلى إعادة التنظيم لأنَّ ذلك تم بالتوازي مع العمل العظيم الذي قمتم به، من أعماق القلوب وبفرحة وطن شكرًا معالي وزير الصحة والأطباء والممرضين والإداريين وكل منتسب إلى هذا القطاع الكبير وكل الجهات الوطنية والخاصة والأجهزة الأمنية والإدارية، وسجدة شكر للخالق- عز وجل- بعد الإعلان عن تعافي الوطن من جائحة كورونا، التي لا شك أن للرحمن بها أمرًا خفيًا قد لا نراه، غير أنه بعد كل ذلك هو خير لنا.
والتوازن الدقيق بين المُعطيات الوطنية وخبرات العالم والمنظمات العالمية ذابت جميعًا وبأسلوب أكبر من رائع في تعاطي الوطن مع الجائحة وأعطانا الطمأنينة والسعادة أن الوطن في هذا المجال قوي وفي أيدٍ أمينة.
وهذا ليس بالمقال الأول ولن يكون الأخير إن شاء الله، أن استمتع وأعيش من خلاله سعادة الشكر والامتنان على ما حبانا وأعطانا الله من نعم وأولها الاهتمام بالإنسان، وما وصلنا إليه فيما كان، وما بين اليوم والأمس، ومن لا يتعمق في معرفة ودراسة حقيقة الماضي فقد لا يجد ما يقارن به، ولن يعلم عن تلك المساحة الشاسعة التي عبر الإنسان العماني من خلالها إلى بر الأمان والصحة؛ وهما النعمتان اللتان لا يمكن لأحد منا أن يقدرهما حق قدرهما، إلا بالفقدان لا سمح الله.
أما السنتان اللتان مرتا علينا وعشنا أيامهما التي لم تخلو من المصاعب تباينت من إنسان إلى آخر في التواصل والتراحم والعمل والكثير من الجوانب التي لم تكن في حسبان أحد، ولقد ذهبت وانقضت كما يمضي شهر رمضان الفضيل، وفيه من ربح وفيه من خسر، وعند الله الثواب. غير أن الأهم بكثير هو ذلك الاختبار الكبير في التعامل مع الجائحة من ناحية، وكذلك مقدرة الإنسان على اتباع النظم والقوانين ومنها الالتزام بمسافة جغرافية وتوقيتات معينة حدت كثيرًا من حريتنا، لكنها دروس كان لابُد لنا جميعًا أن نتعلم منها ونتعود عليها ونعيشها؛ لأن دورة الأيام غير مأمونة وإننا جزء لايتجزأ من هذا العالم نؤثر ونتأثر. أما الدرس الأهم والذي يستحق أن يبقى هو ذلك الصنيع الطيب والعمل العظيم من الكثيرين الذين آثروا على أنفسهم فسمحوا الكثير من الإيجار أو الدخل أو أنهم وقفوا بالمال والعمل مع المتضررين.. تلك القلوب والعقول التي كانت مزاياها التوكل على الله بالسماح والإنفاق؛ فطوبى لهم قطف ثمار الخير، وعسى أن يتعلم منهم البعض الذين ظلوا متمسكين بكل دقة وجشع حتى بهامش الربح ولم ترق أنفسهم بالوقوف والتعاون فلعل تلك الدروس في الحياة عشناها واستمتعنا بها حكومةً وشعبًا.
وأخيرًا.. فإنَّ الحكومة الرشيدة ومن أعلى المستويات معنية بإعلان لجنة وطنية من شخصيات قيادية وفنية بكفاءات فذة تقوم باستخلاص الدروس المستفادة والطريقة التي تم العمل بها والتعلم منها لأنَّ واحدة من أهم الدروس الفكرية الاستراتيجية في المنطقة أننا نتحرك دومًا بردة الفعل ونفقد زمام المبادرة، ومع هذا الفكر نخسر الكثير من الجهد والوقت والمال.