منى المعولية
بندول الساعة يتأرجح ونواقيس الانطلاق تطرق أبواب الجاهزية والسلطنة الشامخة تفرد ذراعيها لتحتضن حدثاً تذوب فيه المسافات وتتقارب من خلاله الحدود، وتغور عنه الجنسيات والتجنيسات والتصنيفات، ويجمعه القلم وحده، وتلتقطه عدسة الكاميرا ويجمده الغالق، ويفوح به حبر المطابع وتتولى المانشتات الصحفية تقديمه واختزاله، فيتحدث الحدث عن الحدث، وتكتب عن نفسها الأقلام، في استضافة تعد الأولى من نوعها والفرصة الذهبية التي قد يصعب تكرارها في ظل القائمة المنسدلة من الانتظارات الأخرى.
"ضربة معلم" أستطيع أن أسمّيها، تدخل إلى رصيد جمعية الصحفيين العمانية التي استطاعت أن تفوز بالحدث، وأن تقنع اتحادات العالم ونقاباته الصحفية وصحفييه وإعلاميه بأن يعقدوا اجتماعًا مهمًا كهذا، إنه "كونجرس" الاتحاد الدولي للصحافة (31) في عروس العواصم "مسقط"، وإنه تاريخ يمتد إلى أوائل القرن المنصرم منذ انطلاقة الصحافة العمانية لرسل الكلمة ومنصة الخبر، لصحفيين عمانيين أسسوا منابرهم خارج حدود الوطن لتمتد إلى جسر الوطن، العالم يجتمع في عمان وسلطنة عمان ستتصدر عناوين صحف العالم؛ حيث ستتجه الأنظار المنتظرة لتغطية هذا المؤتمر إلى أول أرض عربية تستقبل وجه الشمس. ويبدو أن الاحتفاء بالعرس الصحفي والإعلامي شغلنا عن التبحر في جهود ودور جمعية الصحفيين العمانية ممثلة بمجلس إدارتها في استضافة اجتماعات الاتحاد الدولي للصحافة، الذين قد سعوا جاهدين لتحقيق هذه السابقة، التي بدأت بأمنية وترجمتها العزيمة والعمل الدؤوب بإدراج إسم عمان للترشح لعقد هذا المؤتمر، الذي لم يكن من السهل أبدا توجيه بوصلته واستقرار جميع أصواته واجتماعها على كلمة "نعم" لاستضافة عمان لهذا الحدث. ولن أطيل الحديث عن تفاصيله، فإن زملائي في الصحف الوطنية والخليجية والعربية والدولية، قد أشبعوه تعريفًا، وخاضوا فيه تفصيلا، وأسهبوا في وصفه مجملا، وغاصوا فيه طولا وعرضاً، وترجموه للمتلقي المهتم طولا وحدثا وعرضا، وبقيت عيناي واقفة تنظر إلى جمعية الصحفيين العمانية التي يشهد لها التاريخ قبل قلمي، وتنجرح فيها حياديتي؛ لأنني لا يمكن أن أكون حيادية في وصفها، والمرء فينا يميل قلبه حيث أهله وبيته، إلا إنه يكفيني القول إن ما أعنيه وأقصده وأتحدث عنه من إعجاب بمثابرة مؤسسة مهنية تمثل مجتمعا مدنيا لتحقق إنجازات دولية.
ومن المنصف أن أقول لأساتذتي وزملائي: "شكرا لكم لأنكم جعلتموني كصحفية أعيش هذه اللحظة".. شكرا لجمعية الصحفيين العمانية لقد فعلتها وجمعت العالم المتصارع والأضداد والمتحابين في سلطنة السلام في سلطنة عمان".