المؤتمر النقابي المرتقب

د. خديجة الشحية

أيام قلائل تفصلنا عن الاستضافة الكبيرة لقامات ونخب صحفية قادمة من كل أنحاء العالم إلى سلطنة عمان، سلطنة المحبة والإخاء، سلطنة التاريخ العريق والتراث والثقافة والحضارة، سلطنة المفكرين والمؤرخين والعلماء، سلطنة القلاع والأفلاج والحصون وروائح اللبان العطرة، سلطنة التوافق والتصالح والوئام.

وإقامة مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين "الكونجرس" الحادي والثلاثين في عُمان؛ لهو مفخرة لكل صحفي عماني أتيحت له الفرصة ليُسهم في استعراض الخريطة العمانية بما تحويه من فرص اقتصادية ومواقع سياحية بكر لم تمتد إليها يد التعمير لتشكلها بعد، ومواقع أثرية وقفت شاهدة على حضارة مجان حتى يومنا هذا ونحن نعبر بتاريخنا العماني المجيد للعام 2022. وتواجد الكونجرس على أراضي السلطنة يحفز كل صحفي عماني ومقيم لاقتناص هذه الفرص والتعريف بما تحويه الثقافة المادية وغير المادية، ثقافة شكلت من أبنائها أقلاماً برعت لأن يصل صوت سلطنة عمان لمشارق الأرض ومغاربها.. ورسم صورة مشرفة لها بحضرة الحكمة التي تميز بها سلاطين عمان.. وحفظوا من خلالها السلطنة الحبيبة.

إقامة الاتحاد العام لـ "الكونجرس" المؤتمر النقابي المرتقب، هو إنجاز جديد وفرصة حظيت بها الدعوة الكريمة التي تقدمت بها جمعية الصحفيين العمانية، وتعد سلطنة عُمان ثاني دولة عربية بعد تونس وأول دولة في غرب القارة الآسيوية تستضيف هذه الاجتماعات التي انطلقت من بروكسل في عام 1952؛ وهي أكبر منظمة عالمية للصحفيين تضم في عضويتها أكثر من 600 ألف صحفي من 178 نقابة وجمعية للصحفيين من 148 دولة حول العالم. والمحافظة على نجاح هذه الاستضافة تتطلب بذل جهود كبيرة من الجميع، فهي مسؤولية الجميع ولا تقتصر على أعضاء الجمعية فقط، ونجاح الاستضافة من عدمه معول عليه من كل الأفراد والمؤسسات، كلٌ يُسهم بدوره وقدرته لإبراز الجانب المشرف والمثري، جانب اللباقة واللطافة وحسن الخلق، وخلق مساحات حوار عميقة، ولغة عالمية يتجول بينها الصحفيون العمانيون فيما بينهم وما بين تلك النقابات ذوات الخبرة وحوار بين الثقافات المختلفة التي سينشرها  كل صحفي حضر ليُشارك ويتشارك مع إخوته من كل مكان.

هذه الاستضافة لها دور كبير في التعريف بكيفية إدارة مثل هذه المؤتمرات العالمية وتفادي الأخطاء ولربما التجاوزات التي تقع فيها بعض الدول عند الاستضافات، الجهود القائمة على قدم وساق  في جمعية الصحفيين لهذا المؤتمر ستثمر نجاحات كبيرة- بإذن الله- وبتعاضد الجميع من مختلف الجهات سيمُر الإنجاز معلنا تفوقا وإبداعا يحسب لسلطنة عُمان. إننا نقدراللفتة الإنسانية  التي بادرت بها إدارة جمعية الصحفيين العمانية تجاه النخب الصحفيّة التي تُوفيت أثناء تأدية مهامها الصحفية، وتكريم خمس من عائلات صحفيين فُقدوا في ميادين التغطية. ومن لا يعرف متاعب العمل الصحفي، سيعرفه عندما تُفقد روح فيه وهي تكابد لإظهار الصورة الحقيقية للعالم، رغما عن الخطر وطلقات الرصاص، رحم الله كل من رحلوا وغادرونا.

إن نجاح هذا الملتقى الصحفي يضاف بالمقام الأول لسلطنة عمان التي كان لها الحظوة لأن تتشرف بضيافته عن غيرها من الدول، شكرا لمن سيكمل الدور عن غيره في زحمة الانشغالات للرقي بتقديم مشاركة لا تشبهها مشاركة سابقة، سنعمل جميعًا لجعل هذا المؤتمر يخرج بما خطط له وكما خطط له وكيفما أريد له أن يكون.