نعم.. النساء من الزهرة!

 

مدرين المكتومية

 

يعترض مُعظم الرجال- إن لم يكن جميعهم- على طريقة تفكير المرأة ونظرتها للحياة؛ حيث يرون أنها من كوكب آخر، وفي حقيقة الأمر هم مُحقون في ذلك، فالمرأة بالفعل من كوكب آخر، سمِّه المريخ سمِّه ما تشاء، فالواقع يُؤكد أننا- معشر النساء- نختلف اختلافًا واضحًا وكبيرًا عن الرجل؛ سواء في طبيعة المشاعر والأحاسيس، أو التصرفات وطريقة التفكير.

والرجل إذا ما أراد أن يحيا حياة مليئة بالود والتفاهم والأُلفة والمحبة والتراحم، عليه أن يُدرك هذه الحقيقة، ولا يغفلها أو يتجاهلها؛ بل يُساعد المرأة على الشعور بهذا التفرد، ويمنحها تلك الحالة التي تجد فيها تألقها وبهاءها. ولكي أكون أكثر إنصافًا، فعلى المرأة كذلك أن تتعامل مع الرجل بأسلوب خاص، فتمنحه ما يحتاج من مشاعر ورعاية وتقدير، دون أن يجور أيٌ منهما على الآخر.

أسرد لكم هنا في هذه السطور، أمثلة ونماذج للاختلافات بين الرجل والمرأة، من منطلق أن هذا الاختلاف رحمة وليس تنافرًا، اختلاف يُساعد الطرفين على بناء حياة مشتركة ديدنها التسامح وحُسن العِشرة.

فعندما تشعر المرأة بالحزن والألم، لا تحب التعبير عن ما يحزنها بالفعل، بقدر ما تود أن تفتح ذراعيك لها، هي لا تُريد منك أن تتركها مهما طلبت منك ذلك، بل هي تريد أن تتمسك بها أكثر وتكون قريبا منها جدًا، هي تريد أن تشعر فعلا أن لديها رجل يشعرها أنها هي في مُقدمة كل شيء، وشعورها بذلك يجعلها تشعر بامتنان اتجاه الرجل الذي معها، لأنها تشعر فعلاً بالأمان. الأمان مسألة جدا مهمة لدى أي امرأة، المرأة لا تطيل البقاء مع رجل لا تشعر معه بالأمان، الأمان هو الشيء الوحيد الذي يجعلها تتنازل عن الكثير من الأشياء مقابل شعورها بوجود رجل جنبها.

وعندما تشعر المرأة بالسعادة، ترغب في أن تشارك كل أحد سعادتها، فتجدها مسرورة تخبر الكثيرين عن أي خبر أسعدها، الأمر الذي قد لا يرى الرجل أنه شيء جيد، ولا يتوافق مع طبيعته، ولكن على الرجل أن يفهم أن هذه المشاعر التي تعيشها المرأة تحتاج لدعم منه مهما كانت في نظره غير محببة، فهو يساعدها بذلك لتشعر بسعادة أكبر وأكثر، وتتمسك بعلاقتها به.

وعندما تبكي المرأة تحتاج لرجل لا يسألها ما الذي يبكيها، بل يخبرها بكلمات جميلة ورائعة، أن دموعها غالية ولا تستحق أن تنزل، ويحتضنها بكلمات اللطف، أن يبقى معها وبجانبها حتى تهدأ ويشعر أنها استقرت نفسيًا، المرأة في كثير من الأحيان ينتابها الحزن والشعور بالوحدة بسبب طبيعة تكوينها، وهرموناتها، فتجدها تنفعل بدون سبب، وتحزن في أوقات معينة، ولكن بمجرد أن تجد رجلاً يفهم سايكلوجيتها تبدأ بالشعور بالاطمئنان الذي يدفعها لأن تكون سعيدة، أو على الأقل تشعر باستقرار نفسي.

إنَّ النساء يحتجن دائما لدعم متواصل من الرجل، مهما كانت ذكية وقوية وذات شخصية نافذة، تظل تحتاج ليد رجل حانية، ولإحساس صادق، ولكلمات لطيفة ورائعة، تظل بحاجة لمن يشعرها ألا مثيل لها، وأنها أنثى لا تتكرر أبدا وأنها دائماً الاستثناء الوحيد في قلب الرجل، الرجل الذي يسكن المريخ ويصنع المستحيل كي يصل إليها في الزهرة، وأنصح بقراءة كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" لمؤلفه جون جراي، لنعرف المزيد حول طبيعة هذه العلاقة التي حيَّرت- وستظل تُحيّر- الجميع منذ بدء الخليقة وإلى ما يشاء الله.