تغريدات

 

د. خالد بن حمد الغيلاني

khalid.algailni@gmail.com

@khalidalgailani

مع حرارة الصيف يبدو من المناسب جدًا أن يكون الحديث عن عدد من القضايا التي أتناولها في مقالي؛ يكون حديثًا مختصرًا يمكن أن تصل الرسالة من خلاله إلى من يعنيه الأمر، لذلك ستكون أشبه بالتغريدات بقالب لا يسبب ثقلا على المتلقي، وفي ذات الوقت لا يفقد الموضوع قيمته والهدف منه.

التغريدة الأولى: زيارة فخامة الرئيس الإيراني ليكون ضيفًا عزيزًا على سلطنة عمان وفي ضيافة كريمة من لدن مولانا السلطان، وما تم نقاشه وتوقيعه من مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون، كل ذلك يأتي في تعزيز علاقات الجوار بين البلدين، وتفعيل الجوانب الاقتصادية والاستثمارية بما يعود بالنفع على الشعبين الجارين، كما أن المتغيرات العالمية المتسارعة تدفع بإعادة بناء العلاقات بين الدول وتركيزها على جوانب التعاون التي تكون أكثر فاعلية وأولوية وعلى رأسها الجوانب الاقتصادية والمالية.

وعمان بهذا النهج السامي الناظر للمستقبل بعين ثاقبة بصيرة ستجني أكل ذلك في القريب العاجل المنظور.

التغريدة الثانية: إلى اللجنة العليا المكلفة بمتابعة تطورات كورونا وإلى جميع الأجهزة الطبية بمختلف تخصصاتهم وإلى المتطوعين والفاعلين؛ كنتم جنودًا في ميدان البذل والواجب، وسدًا منيعًا في مواجهة جائحة أثرت كثيرًا، ولكن صبركم وجهدكم وعطاءكم المحمود والمشكور أسهم في الحد من ضررها، وتقليل أثرها، فلكم شكر لا ينتهي، وثناء لا ينقطع، وراية عالية، ومجد مستحقا. والحمد لله رب العالمين على واسع فضله وجميل منّه وفضل رحمته.

التغريدة الثالثة: إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار كما ترون مع كثرة القضايا المتداولة، وانتشار الفكر والفكر المضاد، والكل يستهدف بهذا الفكر الشباب، وأنتم تحت مظلة وزارتكم معظم الشباب؛ لذلك من الضروري جدًا- بل من البالغ الأهمية- إلزام مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة؛ وخاصة الخاصة منها بضرورة وجود مقررات تتحدث عن القضايا المعاصرة وعلاقتها بديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وقيمنا الاجتماعية، وكيف نربط بين هذا وذاك فنأخذ سمينه ونترك غثه، لأن ما نراه جميعًا من تجاذب فكري وتحاور منطقي ولا منطقي وانتشار لفكر الإلحاد وغيره من أفكار يأتي أثرها السيئ ولو بعد حين، يتطلب طرحا علميا منهجيا موضوعيا، ومادة يتعرف من خلالها الشباب إلى عديد من القضايا التي تعزز لديهم المعرفة وتنمي الفكر وتعزز القيم.

التغريدة الرابعة: إلى وزارة التربية والتعليم: ما زلنا في حركة بطيئة نحو تعليم المستقبل القائم على الابتكار ولا زال التلقين والكتاب والاختبار على رأس أولويات العمل التعليمي، وهذه لا تصنع ابتكارا ولا تعزز إبداعًا، فالكل همه الاختبار وبعده لا حاجة لمعرفة ولا لعلم، لذلك لا بد من تعديل أساليب العمل المدرسي ونظام المناهج والتقويم بشكل يجعل كل ذلك وسيلة لتعزيز الابتكار والبناء للمستقبل وتنمية مهارات البحث واستدامة المعرفة، ولنعلم أن تأخرنا يوماً يعني تأخرنا عامًا معرفيًا ينبغي أن يبني للمستقبل.

التغريدة الخامسة: إلى وزارة العمل، كما رأيتم أن تحديد الحد الأدنى دفع الكثير من الشركات إلى تسريح الشباب العماني ذوي الأجور المستحقة والتي يراها البعض للأسف عالية وهي في حقيقة الأمر مُستحقة، ومن ثم إعادة تعيين نفس الشخص أو غيره بالحد الأدنى. أردتم فتح المجال وزيادة العدد ولم تتوقعوا التصرف غير المسؤول من الشركات، أما وقد زاد عدد المسرحين والباحثين، فلا مناص من إعادة الدراسة وجعل الأمر في نصابه، والوضع شائك للغاية ولا بد من حله بما يعود بالنفع على المواطن.

التغريدة السادسة: إلى كل من يعنيه الأمر وقبل ذلك الحمد لله رب العالمين ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الدين العام؛ أفلا يمكن بعد ذلك النظر في تخصيص جزء من الوفرة بين السعر المحدد في الميزانية وبين السعر الحقيقي في الترقيات ورفع معدل الأجور وتوظيف الباحثين وإعادة المسرحين ومراجعة وضع المتقاعدين؛ هذه الفئات التي لو زيدت مخصصاتها سوف يكون لذلك أثره الإيجابي الكبير جدا على الدورة الاقتصادية والمالية وزيادة الاستثمار وانتعاش الاقتصاد وانخفاض التضخم والإقبال على المشاريع وتنشيط السياحة وقبل ذلك وكله راحة أبناء المجتمع وفرحتهم وهي مهمة للغاية.

هذه بعض تغريدات صيفية نهارية عساها أن تجد قبولا ومتابعة. حفظ الله تعالى عُماننا غالية شامخة ومولانا السلطان المعظم قائدا ورائدا يأمر فيطاع وأبناء عمان في سعادة وهناء.