شيرين أبو عاقلة.. صوت الحق لا يموت

 

منى بنت حمد البلوشية

"ليس سهلا ربما أن أغير الواقع لكنني على الأقل كنتُ قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم. أنا شيرين أبو عاقلة".

ليس سهلاً أن نسمع خبر استشهاد صاحبة كلمة حق، في حين نؤمن بأنَّ الكلمة لا تموت فقائلها يبقى وكلمته تبقى معلقة في الأذهان حتى وإن وارى جسده التراب. عندما رحلت شيرين أبوعاقلة رحل جسدها وبقيت كلمتها في الآذان تصدح، فهي استطاعت أن تصل بكلمتها إلى كل بيت من بيوت العالم أجمع.

"أنا شيرين أبو عاقلة" هذه الجملة التي تجعلنا نهرع للتلفاز عندما كنَّا صغارا لنستمع لما ستقوله شيرين عما يحدث في فلسطين وعن الطغاة الذين تجبروا وتسلطوا في أرض ليست لهم، كنَّا نتخيل أنفسنا ونحن في أرض القدس ندافع عنها ونرفع الحجارة كأطفال فلسطين، تلك الحجارة التي تخيف المحتل الغاصب، كنَّا نتخيل ونحن في أرض المقدس ونستشهد حينها لم نعِ كيف هي الشهادة تكون، ونحن نسمع بأن هناك شهيدا سقط وأكثر كل يوم، فعندما استشهد الدرة هنا جاءت مخيلتنا بأنَّه واجب علينا أن ندافع عن فلسطين فكل يوم طفل يسقط ونحن ما زلنا قابعين في بيوتنا.

كبرنا وكبرت أحلامنا وكبرت أفكارنا ومخططاتنا ولم نجد سوى الدعاء بأن تتحرر فلسطين من الصهاينة المحتلين. واليوم نحن على شاشات التلفاز نشاهد من ينقل لنا الخبر هو من يُنقل لنا عنه خبر استشهاده.

مؤلمة هي الأحداث هكذا تحدث ونحن ما زلنا نعاني من الصمت الذي يقبع بدواخلنا، إنها الكلمة التي لن تموت مهما حدث وستخرج وستأتي ألف شيرين بصوتها تقف بصمود أمام شاشات التلفاز تتحدث بكل ما أوتيت من قوة للدفاع عن الديار المقدسة فلن يطول الظلم والطغيان.

إن "صوت الحقيقة لا يموت يبقى صادحا فوق الرماح" يعلو مهما فعل الطغاة لن نحني الرؤوس مهما حدث وسيعلو صوتنا مناديا بالحق.

آلمنا رحيلك يا من أصبحتِ اليوم أنتِ الخبر بعد أن كنتِ تأتين بالخبر. اليوم استشهد صوتك وروحك من أجل الوطن فيالها من شهادة عظيمة يحلم بها كل عربي محب ومدافع عن الديار المقدسة.

فالكلمة لن تموت ولن يهون الكفاح، الأقصى باقٍ حتى قيام الساعة، فالمجد لك، تأكدي بأن هناك اليوم من أمثالك تعلو أصواتهم منادين بالحق، نعم كبرنا على صوتك وتفاصيل وجهك وعلى الأحداث التي نقلتها لنا وبكل صدق دون تزييف إنِّه الحب السرمدي للوطن، فقد أديتِ الأمانة ولم تتوانِ يوما وأنتِ تقفين في وجه العدو، فلسطين حرة وستبقى حرة أبية. رغم أن الخبر آلمنا إلا أننا فخورون بك وبأمثالك، نامي قريرة العين يا شيرين هناك من يرعاك وهو أرحم بك فدماؤك سالت من أجل الوطن، فلم يكن سهلا عليك أن تقاومي كل هذه المدة وربما كنتِ تتمنين الشهادة وها أنتِ نلتها.

فلن تموت كلمة الحق وهناك من يتمنى الشهادة وأرضا حرة. ولن ننسى أقوال القائد الراحل أعز الرجال وأنقاهم: " إننا نقف ضد العدوان الصهيوني ونؤيد الحق العربي في استعادة جميع الأراضي العربية التي اغتصبها العدو بالقوة والغدر والإرهاب وسنبقى دائماً مؤيدين للحق العربي وندعمه بالدم والمال ونسانده بكل طاقتنا حتى يعود إلى نصابه وترتفع أعلام النصر".

لروحك السلام والأمان والطمأنينة يا شيرين أبو عاقلة.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك