يموت الجسد..وتبقى العقول

 

د. سعيد الكثيري

لم تكن اغتيالات القادة الفلسطينيين يومًا نهاية لمسار المقاومة، بل كشفت محدودية هذه السياسة وعجزها عن كسر القضية. فالاغتيال يستهدف الجسد، لكنه يفشل في قتل الفكرة المتجذّرة في الوعي الجمعي، والتي تتحول إلى نهج متوارث. ومع كل قائد يُغتال، تتقدّم قيادات أكثر وعيًا وصلابة، تحمل التجربة وتراكم الخبرة، وتواصل الطريق بإرادة أشد.

لقد أثبتت التجربة أن القضية الفلسطينية لم تكن رهينة أشخاص مهما بلغت مكانتهم، بل مشروعًا وطنيًا تحرريا قائمًا على الاستمرارية لا الفردانية، حيث يُعاد إنتاج القيادة من رحم الفقد، وتتحول لحظة الاغتيال إلى عامل تعبئة وتعزيز للتماسك الداخلي. وهكذا تؤكد المقاومة أنها فكرة قبل أن تكون سلاحًا، ومسار لا ينقطع باغتيال القادة، وأن المشروع الوطني أقوى من أن يُختزل في جسد؛ فالجسد يموت… وتبقى العقول.

وتبقى غزة شموخ وعزة

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z