رئيس "الدوما" يتهم أمريكا بـ"المشاركة المباشرة" في القتال بأوكرانيا

استمرار الهجمات الروسية لاقتحام آخر المعاقل الأوكرانية في ماريوبول قُبيل "يوم النصر"

◄ إجلاء العشرات من "مصنع آزوفستال".. و"وساطة دبلوماسية" لإنقاذ المقاتلين الأوكران

عواصم- الوكالات

قالت قيادة الجيش الأوكراني أمس إن روسيا تُواصل هجومها على أراضي مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، وأضافت في إفادتها الصحفية المسائية المنتظمة عبر فيسبوك "بدعم من نيران المدفعية والدبابات، يواصل (العدو) عمليات الاقتحام".

وتقول أوكرانيا إن العديد من المدنيين ما زالوا محاصرين في المصنع إلى جانب القوات الأوكرانية. وفي وقت سابق، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن انفصاليين تدعمهم موسكو في منطقة دونيتسك بأوكرانيا قولهم إنه تم إجلاء 50 آخرين من منطقة المصنع المحاصرة. ولم ير صحفيو رويترز أي علامة على وصولهم إلى مركز استقبال في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون بالقرب من ماريوبول. وقال مقر الدفاع الإقليمي لجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد على تيليجرام إنه تم الآن في المجمل إجلاء 176 مدنيا من مصنع الصلب. ولم يتسن لرويترز التأكد من هذا التقرير.

وتم نقل نحو 50 مدنيا أمس الأول الجمعة من المصنع المترامي الأطراف الذي تعرض للقصف إلى مركز استقبال في بيزيميني المجاورة في جمهورية دونيتسك التي تقاتل قواتها إلى جانب القوات الروسية لتوسيع سيطرتها على مناطق واسعة من شرق أوكرانيا. كما تم إجلاء عشرات المدنيين في نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت جمهورية دونيتسك " تم إجلاء 50 شخصا من أراضي مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول".

وعانت ماريوبول من أشد القصف تدميرا في الحرب المستمرة منذ عشرة أسابيع، ويعد مصنع آزوفستال المترامي الأطراف الجزء الأخير من المدينة الذي لا يزال في أيدي المقاتلين الأوكرانيين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور في ساعة متأخرة من ليل الجمعة إن جهودا دبلوماسية تجرى لإنقاذ من تبقى من المقاتلين المتحصنين داخل المصنع. ولم يتضح عدد المقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا هناك. وقال "الوسطاء المؤثرون يشاركون وكذلك دول مؤثرة" لكنه لم يذكر أي تفاصيل.

وتعهد المدافعون بعدم الاستسلام. ويخشى المسؤولون الأوكرانيون أن تكون القوات الروسية تسعى للقضاء عليهم بحلول غدٍ الاثنين الذي يوافق إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي السابق على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وبدأت عمليات الإجلاء بوساطة الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي لبعض مئات المدنيين الذين احتموا في شبكة من الأنفاق والمخابئ أسفل المصنع. لكنها توقفت خلال الأسبوع بسبب تجدد القتال.

وقال رئيس بلدية المدينة الأسبوع الماضي إن 200 شخص محاصرون في المصنع مع القليل من الطعام أو الماء. ولم يتضح عدد الباقين.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن الانتصار في ماريوبول في 21 أبريل، وأمر بإغلاق المصنع ودعا القوات الأوكرانية الموجودة في الداخل إلى إلقاء سلاحها. لكن روسيا استأنفت في وقت لاحق هجومها على المصنع.

وردا على سؤال حول خطط روسيا للاحتفال بالذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية في أجزاء من أوكرانيا تسيطر عليها، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "سيأتي الوقت للاحتفال بيوم النصر في ماريوبول".

وتقع ماريوبول بين شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو في عام 2014 وأجزاء من شرق أوكرانيا استولى عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في ذلك العام. وتعد ماريوبول المفتاح لربط المنطقتين الخاضعتين لسيطرة روسيا وعرقلة الصادرات الأوكرانية.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أمس السبت إن القوات الروسية واصلت هجومها في شرق أوكرانيا للسيطرة بشكل كامل على منطقتي دونيتسك ولوجانسك والحفاظ على الممر البري بين هذه الأراضي وشبه جزيرة القرم. وأضافت أنه قرب خاركيف واصلت القوات الروسية قصفها المدفعي لبلدات قرب المدينة الشمالية الشرقية. وقالت هيئة الأركان العامة إن القوات الروسية نسفت ثلاثة جسور على الطرق في المنطقة من أجل إبطاء الهجمات المضادة من جانب القوات الأوكرانية.

وقالت روسيا إنها دمرت كمية كبيرة من المعدات العسكرية القادمة من الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة بوهودوخيف للسكك الحديدية في منطقة خاركيف. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم قصف 18 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليل تشمل مخازن أسلحة في داتشن قرب مدينة أوديسا الساحلية.

وبثت القوات الأوكرانية أمس السبت لقطات قالت إنها تظهر هجمات بطائرات مسيرة على سفينة إنزال روسية ومبنى يضم صواريخ في جزيرة زميني (سنيك) الواقعة جنوبي أوديسا. ولم تذكر متى وقعت هذه الهجمات.

إلى ذلك، اتهم رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) واشنطن بتنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا فيما وصفه بأنه يرقى إلى مستوى التدخل الأمريكي المباشر في العمليات العسكرية ضد روسيا. وقال فياتشيسلاف فولودين على قناته على تيليجرام "تقوم واشنطن بشكل أساسي بتنسيق وتطوير العمليات العسكرية وبالتالي تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد بلدنا".

وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قدمت معلومات مخابرات لأوكرانيا للمساعدة في التصدي للهجوم الروسي لكنهم نفوا أن تكون هذه المعلومات تتضمن بيانات استهداف دقيقة.

وذكر الانفصاليون المتحالفون مع روسيا في مولدوفا امس السبت أن منطقتهم تعرضت للقصف أربع مرات خلال الليل بواسطة ما يشتبه بأنها طائرات مسيرة بالقرب من الحدود الأوكرانية. وأثارت حوادث مماثلة على مدار حوالي أسبوعين في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية مخاوف دولية من أن الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن أن تمتد عبر الحدود. ونفت أوكرانيا مرارا مسؤوليتها عن الحوادث التي وقعت في ترانسدنيستريا، قائلة إنها تعتقد أن روسيا تشن هجمات كاذبة لتوسيع نطاق الحرب. ونفت موسكو أيضا مسؤوليتها.

وفي منطقة خاركيف، أبلغ الحاكم أوليج سينيجوبوف عن ثلاث هجمات صاروخية خلال الليل على مدينة خاركيف وفي قرية سكوفوروديانيفكا، مما تسبب في حريق دمر متحف جريجوري سكوفورودا الأدبي التذكاري. وكان سكوفورودا فيلسوفا وشاعرا في القرن الثامن عشر. قال سينيجوبوف إن المعروضات في المتحف لم تتضرر إذ نُقلت إلى مكان أكثر أمانا.

وفي سياق متصل، قالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني لمحطة الإذاعة العامة في البلاد إن ستة صواريخ سقطت على مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا. وأضافت أن أربعة صواريخ أصابت مصنعا للأثاث في منطقة سكنية، بينما أصاب الصاروخان الباقيان مدرجا كان قد تعرض لأضرار في وقت سابق، مشيرة إلى أنه يتم حاليا استجلاء المعلومات لمعرفة ما إذا كان قد سقط أي مصابين.

تعليق عبر الفيس بوك