الأسهم الأوروبية تتراجع 1% بضغط من التباطؤ الاقتصادي في الصين

النفط يهبط مع تصاعد مخاوف الطلب إثر إغلاقات شنغهاي وعقوبات "ذكية" محتملة على روسيا

 

لندن- رويترز

تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين أمس الإثنين لتواصل خسائرها في الأسبوع الماضي مع تزايد القلق من أن تمديد تدابير الإغلاق لمكافحة كوفيد-19 في شنغهاي والزيادات المحتملة في أسعار الفائدة الأمريكية ستضر بالنمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط.

وفي شنغهاي، أقامت السلطات أسيجة خارج المباني السكنية مما أثار غضبا شعبيا جديدا. وفي بكين بدأ كثيرون في تخزين المواد الغذائية خوفا من إغلاق مماثل بعد ظهور حالات عدوى قليلة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 4.63 دولار أو 4.3 بالمئة إلى 102.02 دولار للبرميل ولامست 101.94 دولار في وقت سابق من الجلسة في أدنى مستوى منذ 12 أبريل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 4.11 دولار أو أربعة بالمئة إلى 97.96 دولار للبرميل.

وضعف النفط أيضا مع احتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية مما يعزز الدولار. ويجعل الدولار القوي السلع المسعرة به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

وخسر كلا الخامين القياسيين للنفط ما يقرب من خمسة بالمئة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف بشأن الطلب، وتراجع خام برنت بشدة بعد أن بلغ الشهر الماضي 139 دولارا وهو أعلى مستوى منذ 2008.

واكتسب النفط دعما من شح المعروض. وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى خفض الإمدادات بالفعل بسبب العقوبات الغربية وتجنب العملاء شراء النفط الروسي لكن السوق قد تشهد شحا أكبر في الإمدادات مع احتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على الخام الروسي.

وذكرت صحيفة التايمز نقلا عن نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس أن التكتل يعد "عقوبات ذكية" تستهدف واردات النفط الروسية.

ودخل ملايين الصينيين الذين يعيشون وراء أسيجة في شنغهاي الأسبوع الرابع من إغلاق عام محطم للأعصاب لمكافحة كوفيد-19، بينما قالت السلطات إنها تبحث التحول إلى تطبيق قواعد الإغلاق بصورة أفضل في أماكن صغيرة يثبت وجود إصابات فيها. وفي بكين، بدأ كثير من السكان، الذين يخشون إغلاقا مماثلا بعد تسجيل إصابات قليلة في المدينة، في تخزين السلع الغذائية بينما شوهدت طوابير طويلة في حي تشاو يانغ لإجراء الفحص الأول من بين ثلاثة فحوص إجبارية أعلنت عنها سلطات المدينة هذا الأسبوع. وفي حين يبدو حتى الآن أن السلطات في بكين احتوت الفيروس جيدا، تحاول السلطات في شنغهاي تخفيف الإحباط الشديد الذي تسبب فيه إغلاق عام أرغم معظم السكان وعددهم 25 مليون نسمة على البقاء في منازلهم.

وفي مؤتمر صحفي يومي قال كي كيبينغ نائب رئيس حي يانغبو التجاري في شمال شرق شنغهاي إن السلطات تبحث تجزئة المناطق الكبيرة إلى مناطق صغيرة من أجل تطبيق قواعد الإغلاق بصورة أفضل. وقال كي "يجب إدارة كل تجمع وكل بوابة وكل باب بشكل صارم" مضيفا أن النهج الجديد "سيمنع بصورة أفضل" انتشار الفيروس. وليس من الواضح ما إذا كان تقسيم الأحياء إلى مناطق مستهدفة سيُطبق في مختلف أنحاء شنغهاي، لكن بعض السكان يأملون في أن يكون من الممكن التوسع في تطبيق تلك الخطط إذا تبين أنها مثمرة في يانغبو.

وقالت امرأة في حي تشانغنينغ في شنغهاي طلبت ألا ينشر اسمها إن الأنباء الواردة من يانغبو منحتها أملا تتعلق به لكنها مع ذلك ليست متأكدة من ما إذا كان يجب أن تصدق هذه الأنباء. وقالت عبر تطبيق وي تشات للتواصل الاجتماعي "رغم أنني ما زلت محبوسة الآن فأنا أبكي من الفرح".

وفي سياق آخر، تراجعت الأسهم الأوروبية بأكثر من واحد في المئة أمس الاثنين بعدما طغت المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين والزيادات السريعة في أسعار الفائدة الأمريكية على حالة الارتياح جراء فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات.

وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.9 بالمئة إلى أدنى مستوى منذ منتصف مارس آذار. وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.0 بالمئة وهبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.9 بالمئة.

وحصل اليورو على دفعة لفترة وجيزة بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات التي جرت أمس الأحد فوز ماكرون المنتمي لتيار الوسط والمؤيد للاتحاد الأوروبي، مما طمأن الأسواق بشأن التزام فرنسا حيال أوروبا حتى لو كان برنامجه الاقتصادي سيعتمد الآن على الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو.

وتفوقت الأسهم الفرنسية على مؤشر ستوكس 600 الأوسع نطاقا خلال الأسبوعين الماضيين على أمل إعادة انتخاب ماكرون بعدما أبقى تقدمه البسيط نسبيا في استطلاعات الرأي على منافسته مارين لوبان، التي تفضل تأميم الصناعات الرئيسية وخفض الضرائب، المستثمرين في حالة قلق.

وشهدت الأسهم الآسيوية أسوأ جلسة لها منذ شهر ونصف الشهر أمس الاثنين مع تنامي المخاوف من أن بكين على وشك الانضمام إلى شنغهاي في عمليات الإغلاق.

 

تعليق عبر الفيس بوك