حاجز جليدي

 

ربا بنت جمال الشنفرية

كثير منِّا تعرضوا لخيبات الأمل الموجعة والخذلان من أقرب الناس إلى قلوبهم بلا أسباب أو مبررات، فلماذا نسمح لهم بخذلاننا وماهي الأمور الخاطئة التي نقوم نحن بفعلها ويستغلها الآخرون ضدنا؟!

نقاط الضعف هي اللاعب الأساسي في هذه اللعبة، وحدها نقاط ضعفك هي من تسمح لأي شخص أن يتسلل إلى قلبك ويخذلك بسهولة ويكسرك ويحطم كل توقعاتك وآمالك به..

كيف ذلك يا رُبا؟!

سأجيبكم، نحن البشر كثيراً ما نقع في فخ الوثوق والحب ورفع سقف التوقعات من من هم حولنا والاعتقاد بأننا ذوو نية حسنة ولن تصادفنا إلا الردود الطيبة والاحترام، ولكن سرعان ما تنقلب الأمور في ناظرنا ونرى أحبتنا يبتعدون، ويتغيرون، ويقسون، والأهم من ذلك يستغلون نقاط الضعف التي يعرفونها عنَّا ليؤلموننا بها بلا أي رحمة أو شفقة!

نعم، نحن من نسمح لهم بذلك لأننا نحن من أحببناهم وأدخلناهم في قلوبنا وفتحنا لهم مجالسنا ووثقنا بصدقهم وإخلاصهم وحبهم لنا، نحن من أخلصنا لهم، نحن من عرينا أرواحنا أمامهم ظنًا منَّا أنهم بالفعل يحبوننا ولا يرضيهم أن نتألم بل وقد يساعدوننا ويخرجوننا مما نحن فيه.

لكن الصدمة هنا هي سيدة الموقف! والصمت هو الحكم!!

وعندما يبدأ حاجز الثلج الجليدي بالتكون بينك وبين من تحب فاعلم أنَّه خذلك، حتى وإن لم تفهم مشاعرك!! فعندما تصبح العلاقة فاترة وباردة بينك وبين أي عزيز على قلبك؛ فاعرف أنه تسبب لك بالأذى حتى وإن لم تدرك أنت ذلك، فهذا دليل أن روحك لم تعد تحبه وأرادت الابتعاد.

لا تحزنوا أحبتي فأنا أعلم ما في قلوبكم وأكاد أجزم أن الجميع منّا قد مروا بهذه المشاعر المؤلمة والقاسية من أقرب الأحباب، ولكن هذا قد يكون درسًا صعبًا لنتعلم وضع الحدود بيننا وبينهم حتى وإن كانوا بالفعل أقرب الناس إلينا، وألا نرفع سقف توقعاتنا من أحد أو ننتظر من أحد الشكر على أي خير عملناه لهم كان نابعاً من محبتنا؛ فالله يعطي كل شخص على نيته (وعلى نياتكم ترزقون)، فلك الحمد يا الله بقدر رحمتك بنا أنت الأعلم وهم لا يعلمون.

تخطوا علاقتكم العميقة بهؤلاء، لكن سامحوهم واحترموهم لا غير، واجعلوا المسافات موجودة لأن الاقتراب يؤذيكم أنتم فقط، فلا تؤذوا أنفسكم فأنتم أثمان تستحقون راحة البال.

تعليق عبر الفيس بوك