راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
"ملايين على جدران المدارس" ليست مقولة أو حديثًا مجازيًا لوصف أمرٍ ما؛ بل حقيقة واقعة وواضحة وضوح شمس الظهيرة أمام كل النَّاس.
ملايين الريالات على جدران المدارس وكثير من المؤسسات الحكومية بلا استغلال ولا استثمار؛ حيث تستطيع من خلالها تلك المؤسسات بقواعد وشروط بسيطة وميسرة جني عائدات ضخمة ستعود بالنفع عليها وعلى تنميتها ذاتياً من خلال الاستثمار في تلك المساحات غير المستغلة في مواقع تقدر أمتارها بوزن الذهب.
حديثي اليوم لما أشاهده من وقوع عدد كبير من المدارس والمؤسسات الحكومية في قلب مناطق تجارية مُهمة في معظم ولايات ومدن وقرى السلطنة وإشراف تلك المدارس على أحياء تجارية ذات حراك تجاري كبير وبمسافة طولية تصلح للاستثمار دون المساس والإضرار بالمدرسة فالجدار قائم يصل بعضه إلى 400 متر طولا، فلو استغل نحو الداخل لمسافة 10 أمتار لإقامة مشروع استثماري كمحلات تجارية فكم سيكون العائد للدولة والمؤسسة الحكومية مع الأخذ في الحسبان أن الدولة لا تدفع أي مبلغ من تكاليف الاستثمار وبمدة زمنية معينة تشترط على المستثمر ولنفرض (لمدة عشرين عامًا) يدفع مع بدء تشغيل المشروع نسبة 3% من الأرباح سنويا ولمدة عشرين عاماً ثم يعود المشروع كاملا للدولة أو المؤسسة الحكومية .
ولضبط الاستثمار في الأراضي الحكومية أتمنى إنشاء دائرة للاستثمار في كل مؤسسة حكومية تمتلك مساحات كبيرة يمكن استثمارها خاصة مع رؤية "عُمان 2040" وتوجه الحكومة لتنويع مصادر الدخل وفق أطر مدروسة تجلب إيرادات ودخلا يمكن الاستفادة منه في دعم تلك المؤسسات الحكومية، وهنا أضرب مثلاً فقط بواجهات المدارس من الأربع جهات، ناهيك عن المساحات الأخرى كالمستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات الأخرى التي لم تستغل واجهاتها.
إذن هناك ملايين على جدران المدارس كما إن هناك ملايين على جدران المؤسسات الحكومية الأخرى وجب الاستفادة منها فهي ذات دخل مرتفع أتمنى تطبيقه بإذن الله.
كل عام وعُمان وقائدها وشعبها بخير ونماء وازدهار، وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل.