توحيد وقت الدوام برمضان

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

أجزم أنَّ أغلب الموظفين بالمؤسسات الحكومية متضررون من توقيت الدوام في شهر رمضان المُبارك الذي يبدأ في الساعة التاسعة صباحًا وينتهي الساعة الثانية ظهرًا ويرغبون في تغيير هذا التوقيت الذي استمر لسنوات، وتزداد هذه الرغبة في هذا العام بالذات لدوام طلبة المدارس بشكل نظامي من الساعة 7:50 دقيقة إلى الساعة 12:50 ظهرًا، والمدارس المسائية إلى الساعة 4:40 عصرًا، وهذه التوقيتات المختلفة وفارق الساعات التي بينها تشكل تحديًا صعبًا لأولياء الأمور.

ويكمن لهذا التحدي في ضيق الوقت في الفترة المسائية؛ حيث سيكون أذان المغرب قريب الساعة السابعة ومن المتوقع انتهاء صلاة التراويح في حدود الساعة العاشرة، وإذا حسبنا وقت العشاء ووقت زيارة الأرحام خاصة الوالدين ووقت الرياضة ووقت حل الواجبات المدرسية خاصة للأم الموظفة وغيرها، سوف تصل الساعة إلى قرابة الـ12 ليلا. وبعد الخلود إلى النوم يقوم أولياء الأمور في حدود الساعة 3 لتجهيز السحور وإيقاظ أولادهم ثم يستعدوا لصلاة الفجر، وإذا خلدوا للنوم بعد صلاة الفجر عليهم الاستيقاظ الساعة السابعة لإيقاظ أولادهم للمدارس ومراقبتهم حتى يذهبوا للحافلات، وهذا يؤثر على الأطفال وتكون عملية الإيقاظ صعبة، كما إن ولي الأمر لا يكون لديه وقت للنوم مرة أخرى؛ حيث يفصله عن وقت الدوام في حدود الساعة.

وهذا الحال هو توصيف بسيط للوالدين الموجودين في المنزل ويعملون في المحافظة التي يعيشون فيها. أما من يعمل في محافظة أخرى فربما يكون هذا التوصيف مختلفاً بالنسبة له، لكن بلا شك أنه يفضّل الدوام في أول الصباح ويخرج مبكرًا من العمل حتى يكون لديه وقت كافٍ للراحة والاسترخاء حتى صلاة العصر، فوقت العمل الحالي لا يسمح بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها ولا يمكن للموظف الاستمتاع بروحانيات رمضان من قراءة القرآن والتعبد والصلاة، وإنما هو وقت مرهق وبه كثير من الملهيات والركض السريع لإنهاء الكثير من الأعمال.

إنَّ أفضل وقت للدوام هو من الساعة السابعة صباحًا أو الساعة السابعة والنصف لغاية الساعة 12 ظهرًا، وبهذا نضرب عشرة عصافير بحجر واحد؛ حيث نتلافى حرارة الشمس والتعب الذي يكون عليه الطلبة، خاصة وأنَّ كثيرًا منهم يصومون لأول مرة بدوام نظامي، كما إن ذلك سيفتح فرصة للطلبة الذين يدرسون في المدارس المسائية للخروج مبكرًا، بدلًا من الخروج في الساعة 4:40 عصرًا، ونوفر وقت للمعلمات، لإعداد وتجهيز الإفطار لأهل بيتهن وأولادهن، وبهذا يستطيع ولي الأمر إيقاظ أولاده للدوام المدرسي صباحاً وهو في راحة بدل النوم المتقطع والمتعب للنفس، كما نخفف على الطلبة الذين يخرجون من منزلهم في حدود 7:10 صباحًا لانتظار الحافلات المدرسية وتكون عودتهم في حدود الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ظهرًا.

إنَّ هذا مطلب شريحة كبيرة من شرائح المجتمع وهو مطبق في عدد من المؤسسات العسكرية وشركات القطاع الخاص؛ حيث يكون وقت العمل في أول الصباح ونهاية وقت العمل في الساعة الثانية عشرة أو الواحدة ظهرًا، وكما قلت إن هذا له نتائج إيجابية ومردود فعَّال لجميع الموظفين والعاملين، خاصة العاملين في مجال التربية والتعليم والذي يشتكون من عدم فهم الطلبة بعد الساعة الثانية عشرة، فكيف هو الحال في أيام الصيام؟

إننا نرجو من الجهات المعنية تفهم الوضع العام وتحقيق المصلحة العليا لأغلبية الموظفين.. ودمتم ودامت عمان بخير.