إعادة النظر في رواتب المتقاعدين

 

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

هل ظروف ومستلزمات الحياة قبل عشر أو خمس سنوات هي نفسها اليوم من ناحية التكاليف المالية؟، إذ كيف يمكن لمُتقاعد يحصل على راتب لا يتجاوز 400 ريال أن يضمن المعيشة الكريمة لأسرة قد تكون مستأجرة لمسكن ولديها العديد من الالتزامات من رسوم كهرباء ومياه ومتطلبات دراسية ومعيشية لأبناء في مراحل مختلفة من الدراسة.

إنها مسألة حسابية معقدة ومرهقة لكاهل المتقاعد، الذي يحاول بشتى الطرق والسبل أن يُكيّف راتب التقاعد على الاحتياجات الضرورية له ولأسرته في ظل بقاء راتبه التقاعدي دون زيادة سنوية، في المقابل يواجه تضخمًا معيشيًا وغلاءً في الأسعار، وبالتالي نتمنى إعادة النظر في رواتب المتقاعدين بحيث تتوافق مع متطلبات المعيشة الحالية، ويتحقق الاستقرار النفسي له ولأسرته دون التفكير في كيفية توفير متطلبات تفوق بالأساس قدراته المالية.

المتقاعدون فئة مهمة في المجتمع عملت لسنوات في خدمة الوطن والمواطن، وتستحق أن يتم إعادة النظر في الرواتب التقاعدية الممنوحة لهم، وإمكانية إعطائهم علاوة سنوية محفزة كنوع من التقدير والمساعدة لهذه الفئة، ولنا أن نتخيل أن يكون المتقاعد هو المُعيل الوحيد لأسرة بها فئات عمرية مختلفة من طالب في المرحلة الابتدائية وآخر في المرحلة الثانوية وثالث في التعليم العالي، بخلاف فواتير الخدمات ومُستلزمات البيت الأساسية، وهل يظل بالأساس من راتب التقاعد شيء لتوفير احتياجات أساسية وليس بحثا عن بهرجة أو تفاخرا للغير في ظل ارتفاع في الأسعار وبقاء الرواتب على حالها لسنوات وسنوات؟!

كما نتمنى أن تقدم لهم تخفيضات ومزايا وتسهيلات؛ سواء في الرسوم الدراسية للأبناء أو بطاقة دعم تموينية لأصحاب الرواتب القليلة، وأسعار مخفضة في فواتير الكهرباء والماء كنوع من التكريم لهذه الفئة وأسرهم، وهو ما سيكون له الأثر الإيجابي في معنوياتهم وتوفير المستلزمات الأساسية الضرورية التي تضمن العيش الكريم لهم ولأسرهم. وبالتالي نأمل إعادة النظر وبشدة في رواتب المتقاعدين والمستحقات المالية التي يستلموها، وهنا نتكلم عن الفئة الأكثر تضررًا بعد التقاعد وتستلم رواتب تقاعدية بسيطة من الصعوبة بمكان أن تستطيع من خلال تلك المبالغ توفير مستلزمات أسرة قد يكون المتقاعد هو المعيل الوحيد لها.

أخيرًا.. لا شك في حرص الحكومة على توفير العيش الكريم لأبنائها وبالتالي بلاشك المتقاعدين، والذين يستحقون كل الدعم والتحفيز في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الكثير من الخدمات والسلع وازدياد متطلبات الحياة مع بقاء رواتب المتقاعدين بنفس الوضعية لسنوات دون أي رفع للمخصصات الممنوحة لهم، مما يضعهم في ضغط شديد ومحاولة الموازنة بين توفير تلك الاحتياجات لأسرهم والمبلغ الشهري الذي يستلمونه بعد سنوات طويلة من العمل.