د. خديجة الشحية
من الأمور الجميلة التي صادفتها خلال زيارتي الأولى إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فبراير الماضي، هذه الزيارة التي كنت أسعى لها ولكن لم تحن الفرصة إلا في ذلك الشهر من هذا العام، فبينما نحن نتجول على أقدامنا، فإذا ببعض العربات الخشبية البسيطة لبيع الرمان على أرصفة الشارع، وقد تفاجأت بحوزة البائع لأجهزة الدفع الإلكترونية، كما مررنا ببعض الذين يبيعون ملحقات الهواتف الذكية من شاحن وسماعات وإكسسوارات الهواتف، وملحقات الكمبيوتر وغيرها، وتمَّ عرضها على قطعة قماش وبحوزتهم جهاز الدفع الإلكتروني!!
كل هذا الكرنفال كان من أمام واجهات المحال التجارية وأرصفة الطريق، انفرجت أساريري لذلك؛ حيث إنَّ إنجاز المهمة الشرائية دون تأخير ومكتملة يُبهج خواطرنا عند التسوق. وإلزامية استخدام ذلك الجهاز مهم جدًا ويثري حركة السوق في كل موقع، ولا أعلم حقيقة هي إلزامية أم هو اختياري لكل بائع سلعة في ذلك البلد، والذي ساهم في سرعة الإنجاز وأيضاً الأريحية التي يتمتع بها الزائر السائح لذلك البلد، وأيضا للمواطن الذي لا يمكن أن يحمل عملة ذلك البلد والتي تأخذ حيزا في محفظته. بينما هنا في سلطنتنا الحبيبة عُمان، نضطر للخروج من مجمع بطوله وعرضه للسحب والدفع نقدًا؛ حيث إنَّ بعض الأسواق تخلو من الدفع الإلكتروني رغم كبر حجمها وتعدد المحلات في داخلها، لكن تنقصهم تلك الأجهزة البنكية المخصصة للدفع الإلكتروني، وخاصة في محافظة مسقط العامرة، والتي يُفترض أن تكون أكثر تقدمًا وتطورًا من باقي المحافظات.
تمنيت أن تكون تلك الأجهزة لدى الباعة في كابينات (المشاكيك) وباعة الفواكة ومقاهي الشاي والتي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، وهذا يُسعدنا كونه باب رزق لإخوتنا وأبنائنا ولكننا نتراجع من أن نطلب منهم لعدم توفر المال نقدًا، ويُصيبنا الكسل للتوجه لأماكن السحب بسبب الازدحام عليها.
إن التمكين الرقمي في الدفع الإلكتروني يُسهّل عملية البيع والشراء ويساهم في انتشار مواقع البيع وكسب الرزق، فلماذا لا يُعمم هذا النظام ويُعمل به لتسهيل تلك المنصات الشرائية في مختلف المواقف على تنوع السلع فيها؟
أظنها ستكون فرصة جيدة للبائع نفسه لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن لشراء سلعته، وضمان بيعها بالكامل قبل انتهاء يومه بدلًا من تراجع البعض عن الشراء. هذه الملاحظات التي ننوه لها نسعد إذا ما طُبقت، فهي للصالح العام، وليست لمصلحة خاصة وفردية، فاكتمال الخدمة في أي موقع يعني استمرار ذلك المصدر للرزق وانتعاش للسلعة واقتصاد البلد في الوقت نفسه، كما إنها تمثل واجهة حضارية تبعث الارتياح في النفس لكل من يقترب من تلك الأماكن بتعدد منتجاتها المعروضة.