◄ التجار والموزعون وراء زيادة الأسعار.. وشح الإسمنت ناتج عن نقص الكلنكر
مسقط- الرؤية
نفى الدكتور هلال بن سيف الضامري مدير عام التصنيع بشركة "إسمنت عُمان" تأثر عملية الإنتاج في المصنع، مبينًا أن العمل في الشركة يسير بشكله المعتاد، وذلك في معرض رده على ما يثار حول نقص الإسمنت في أسواق السلطنة.
وقال الضامري- في بيان صحفي تلقت "الرؤية" نسخة منه- إن إنتاج الإسمنت ارتفع بوتيرة متسارعة في الربع الأول من عام 2022؛ حيث إن الطاقة الإنتاجية اليومية للمصنع تقدر بحوالي 10,000 طن من الإسمنت، واليوم تصل الطاقة الإنتاجية اليومية للمصنع ما بين 13,000 و15,000 طن من الإسمنت وهذا فوق الطاقة التصميمية للمصنع".
وحول قضية نقص الإسمنت في السوق المحلي، أشار الضامري إلى أن صناعة الإسمنت تعتمد على إنتاج مادة الكلنكر؛ حيث يوجد في عمان مصنعان ينتجان الكلنكر هما إسمنت عمان في الشمال، ومصنع ريسوت في الجنوب، إضافة إلى مصانع أخرى تعتمد على استيراد مادة الكلنكر في إنتاج الإسمنت ويواجه أحد هذه المصانع مشكلة في إنتاج الإسمنت؛ وذلك لعدم وجود مادة الكلنكر التي يتم استيرادها من الخارج؛ وهو ما أدى إلى نقص كبير للإسمنت في السوق، حيث إن هذا المصنع ينتج حوالي 4000 طن من الإسمنت يومياً، وهي كمية كبيرة سببت نقصا في السوق المحلي، مما أدى إلى تزايد كبير في الطلب على إسمنت عمان مسبباً بدوره ازدحاماً وضغطاً في الإنتاج على المصنع بالرغم من جهود شركة إسمنت عمان للعمل فوق الطاقة الإنتاجية اليومية.
وفيما يخص ارتفاع أسعار الإسمنت، أكد مدير عام التصنيع بشركة إسمنت عمان أن أسعار الإسمنت للإسمنت المُكيَّس ما زالت مثل ما عليه سابقًا، ولم يتم رفع الأسعار من قِبل الشركة؛ بل ورغم بعض التحديات التي شهدتها الشركة خلال السنوات الأربع الماضية مثل ارتفاع في أسعار الغاز وارتفاع الطاقة والمواد الأولية، إلّا أن شركة إسمنت عمان التزمت بأهدافها والتي كان أحد أولوياتها توفير الإسمنت للمواطن بالجودة والسعر المناسب. وأشار الضامري إلى أن ما يحدث اليوم من شح في الإسمنت وارتفاع أسعاره، جاء من قِبل بعض التجار الذين أضافوا فوق سعره الأصلي ضريبة انتظاره الطويل للحصول على الإسمنت.
وبيّن أن سلطنة عمان تتميز بوفرة المناطق الغنية بالمواد الأولية كالحجر الجيري ـ والذي يعتبر أهم مادة تدخل في صناعة الإسمنت ـ وهي مادة متوفرة بشكل خاص في مناطق عديدة الأمر الذي يمكّن السلطنة من إنتاج الإسمنت بكميات تجارية كبيرة، وأن تصبح واحدة من الدول المصدرة للإسمنت وتحقق اكتفاءً ذاتيًا.
ووجه الضامري إلى ضرورة عدم الاعتماد على طواحين الإسمنت التي تعتمد على استيراد مادة الكلنكر؛ بل لا بُد من تأمين إنتاج الكلنكر داخلياً خاصة من خلال استغلال المناطق التي تم ذكرها سابقاً حتى لا نقع في هذه الإشكالية.
وأشار الضامري إلى أن الحل الفوري لسد نقص الإسمنت هو إيجاد مصدر للكلنكر لسد النقص في بعض المصانع؛ حتى تتمكن من إكمال مسيرتها في إنتاج الإسمنت، مطالباً الجهات المعنية بإعطاء توجيهات لملاك المصانع التي توقفت، مشيرا إلى ضرورة الحرص على الرقابة على الجودة.
وكشف الضامري عن مشروع قيد الإنشاء لشركة إسمنت عمان، يختص بإنشاء خط إنتاج جديد لمضاعفة الإنتاج، والذي يعتمد على استخدام تكنولوجيا جديدة باستخدام فرن عالي الجودة يعد الأول من نوعه في السلطنة؛ حيث يتميز باستهلاك طاقة قليلة باستخدام طاقة صديقة للبيئة، والتي ستسهم في رفع إنتاجية الإسمنت إلى ضعف الإنتاج الحالي والذي يقدر بحوالي 15000 طن في اليوم أي بحوالي أكثر من 4 ملايين طن من الإسمنت في السنة، مما يسهم في إحداث نقلة نوعية في مجال إنتاج الإسمنت وتصديره للأسواق العالمية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية للبلاد وفق توجهات رؤية "عُمان 2040".
