د. خالد بن علي الخوالدي
تُشكّل لقاءات مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بشيوخ ورشداء وأعيان المحافظات نهجا عمانيا مترسخا منذ سنوات طويلة، وقد وعد جلالته في خطابه الأول بالسير على نهج السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وها هو يطبق الجولات السلطانية للمغفور له بإذن الله ولكن بأسلوب وطريقة جديدة تتناسب مع الوضع العام وما يتواكب مع الاحترازات الصحية.
وينتظر المواطن هذه اللقاءات المثمرة والرائعة بعين من الأمل والتفاؤل؛ حيث يوجه فيها مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- حكومته الرشيدة لتلمس حاجات المواطنين والنزول للميدان لمعرفة الواقع المعيشي للمواطن، ويستمع فيها مولانا من خلال الحضور لما يدور في أوساط المجتمع من تطلعات ورؤى وأفكار لمزيد من التقدم والتطور لهذا البلد الغالي. وهناك فئات كبيرة من المجتمع ترى أنَّ الحضور لهذه اللقاءات يحتاج إلى مزيد من الاختيارات المتنوعة في الثقافة والفكر والأدب والعلم والاقتصاد والتجارة فلا يكفي حضور الشيوخ والوجهاء والأعيان الذين قدموا خلال سنوات طويلة ما لديهم من جهد، وترى هذه الفئات بأنَّ العصر الحديث يدعو إلى حضور الشباب والمؤثرين في مجالات العلم المختلفة ليكملوا ما يغفل عنه من سبقهم.
وفي ظل التطورات العصرية التي تحصل من حولنا، فإننا نأمل من المقام السامي لجلالة السلطان، أن تكون هناك لقاءات مع أهل الثقافة والعلوم والفكر، للتعرف على وجهات نظرهم فيما يتعلق بالتنمية المحلية، وكذلك مناقشة القضايا المُلحة والتي باتت تهم كل مواطن. لقد جاء الوقت الذي تُعقد فيه لقاءات مع فئة المفكرين والباحثين دعمًا لمسيرة النهضة المتجددة، وكذلك اللقاءات مع الشباب، بما يملكونه من حيوية ونشاط وهمَّة عالية. نقدم أجزل عبارات الشكر إلى الشيوخ والرشداء والأعيان فقد قدموا دورًا كبيرًا، لكننا نأمل في الوقت نفسه إشراك غيرهم في مثل هذه اللقاءات السلطانية حتى تكون الاستفادة أكبر والرؤى والأفكار متنوعة وطموحة وأكثر عمقًا، فهذه اللقاءات هي بمثابة لقاءات مجتمعية للتشاور حول ما يمكن القيام به من أجل الارتقاء بعمان الحبيبة الغالية، ومتى ما تنوعت الشرائح الحاضرة تنوعت معها الأفكار ووصلت المعلومات لمقام مولانا السلطان بشكل علمي ودقيق؛ لتكون الحكومة الرشيدة على دراية بواقع كل محافظة واحتياجاتها وتطلعاتها والرؤى المستنيرة التي تمضي بهذه المحافظات إلى مستوى عالٍ من الحضارة والتقدم. ومن هنا نأمل كذلك حضور الكتاب والصحفيين والأدباء والمُخترعين وأصحاب الابتكار وكبار المسؤولين المتقاعدين في هذه اللقاءات السلطانية؛ ليكونوا جميعهم روافد ثرية لهذه اللقاءات؛ حيث إن الجميع شركاء في توصيل المعلومة لمولانا السلطان- أعزه الله.. ودمتم ودامت عُمان بخير.