المبادرات الثقافية ودور الورش التعليمية

 

وداد الإسطنبولي

تجلّى مؤخرا الحراك الثقافي المنظم من قبل المبادرات الثقافية. وتوضحت رؤيته في الحركة الدؤوبة للجهود الفردية والأهلية المتمثلة في المجالس الثقافية، ولن أغالي إن قلت إن تلك الحركة الدؤوبة قد حركت المياه الثقافية الراكدة وقادتها إلى حراك أدبي ثقافي حواري منقطع النظير.

 

فدور الورش التعليمية والمبادرات الثقافية التي تهدف إلى تحريك الفكر والذهن وتنشيط الذاكرة؛ فإن تحدثت عن المجالس الثقافية، كمجلس إشراقات ومجلس نون النسوة الثقافي، ودورها في تحريك الثقافة للعنصر النسائي في المجتمع العماني – وعلى وجه التحديد الجزء الجنوبي منه- ولا ينبغي لنا أن ننسى دور النوادي الثقافية الأدبية، التي حركت الثقافة المجتمعية، كنادي الدكتورة فاطمة العلياني. كلهن شخصيات نسائية عمانية استطعن أن يصلن بهذا الحراك الأدبي إلى ما عليه الآن، وأكيد بعد صعوبة واجتهاد ومثابرة، وهو أمر يشعرنا بالفخر.

 

 

ولكي نخطو خطوة نحو التطور والتنمية، فيتحتم علينا ألا نتناسى دور المكتبات الثقافية التي لها أيضا الحراك في الاطلاع والتثقف، وما الوسيلة لجذب القراء إليها، لتعزيز ونشر القراءة والسعي نحو بناء حياة لهذه المكتبات. كذلك وجب علينا ألا نغفل أهمية المهرجانات الأدبية - كمعرض الكتاب الدولي بمسقط – فهي نقاط الالتقاء بين رموز الثقافة العربية والعالمية بعامة الناس، من خلال المحاضرات والأمسيات التي تحدث على هامش المعرض.

 

الفكرة المرجوة

إنَّ هذه المجالس المنتشرة الآن وبشكل واضح للعيان، هي تنافس أدبي مثرٍ، ينتج عنه تلاقح بنات أفكار المثقفين بشكل خاص، ومما لا شك فيه يستفيد العامة من هذا النتاج الفكري، لمن له ميول في هذا الاتجاه. ينبغي علينا أن نوضح أننا لسنا في دائرة تنافس عكسية -وإن كان التنافس الشريف محصلة عظيمة- بل في دائرة تنافس تكاملية خَلّاقة وبناءة.

هذا التناغم الجماعي والشراكة العملية بين هذه المجالس، والاختلاف المتنوع لفكر الشخصية الرئيسية لهذا المجال، ستساهم في تشكيل بناء قوي للمجتمع النسائي بشكل خاص، وللمجتمع عموما.

لم نولد بدون أخطاء أو معوقات أو تراكمات، ولكن نغمض عين إكراما للعين الأخرى، ولأجل هذا العقل الثقافي الذي يولد في رَحْمِهِ فئة المثقفين والكُتّاب مما من شأنه أن يقرب العقول النيرة، ويبعد التفاوض النفسي.

النتيجة

نعم النتيجة! حصيلة كبيرة من الأعمال الأدبية، تتسابق عليها هذه المجالس بالشراكة التعاونية فيما بينها، ثمرة الانفتاح الفكري والإنتاج الناجح.

النهاية

إذا كانت كل هذه الفعاليات والأنشطة، والجهود المبذولة للحراك الثقافي، لتنمية المجتمع وللمجتمع؛ فهي ليست خاصة لأي شخص فحسب بل للجماعة.

وهنا تكون العقول أكثر خصوبة، وقدرة على الإبداع والعطاء، وتولد عملية مكملة لتقوية أركان الثقافة.

فعليه، يجب على كل من له صلة بالحرم الثقافي أن يهرول باتجاه التكاتف والتلاحم أولا قبل أي شيء، لنصل بهذا الثراء الأدبي الثقافي، إلى أقصى مدى من المحصول الفكري المختزل، وبهذا فقط نكون فخرا لعُمان.