حراس المدارس يستغيثون

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

عندما تكبُر الأوطان بمُنجزاتها ومكانتها وتقدمها وتطورها، فإنَّ عائد ذلك ينبغي أن يكون للمُواطن لرقيه وسعادته وراحته، فالتفكر فيه فرض وواجب، والاهتمام به أمر صائب، وهذا الحق لا يُمكن تهميشه البتة، وهذا القول لا يمكن تأخيره.

وحينما تشيخ النفوس فإنِّه ينبغي العمل على تكريمها، وعندما تتثاقل الأجساد بكبر المسؤوليات، يجب تقديرها وتبجيلها، واحترام عزتها ورفعتها واحتوائها، فهل هذا الفعل كائن للجميع ومع الجميع، أم مع ناس وناس لا؟

حقيقة أنه مما يحز في النفس أن حراس مدارس وزارة التربية والتعليم بالأجر اليومي، الذين فيهم الضعيف والفقير والصغير والكبير والعاجز والمريض والمكافح والعزيز، والمناضل والذليل، منهم من أكمل 12 سنة وهو يعمل بالأجر اليومي، وفيهم من أكمل 10 سنوات وأكثر، وهم يطالبون بالتثبيت والتعيين الرسمي، لكن لم يلتفت لهم أحد، ولم يبت في موضوعهم إلى الآن مسؤول.

أيها الأحبة أي ظلم هذا وأي بخس يتعرض له هؤلاء الناس؟ أي عدم تقدير هذا لهم، وأي عدم مبالاة بهم؟ أُيعقل أن عاملًا يعمل في وظيفة حارس مدرسة بالأجر اليومي ومنذ سنوات طويلة وبراتب بسيط ولا يدفع له بشكل منتظم؟

أتساءل أين الخلل؟ هل هو لدى وزارة التربية والتعليم مثلا، أم وزارة العمل فرضًا، أم من وزارة المالية، أم من مجلس الشورى باعتباره ممثلا للشعب والمتحدث عن معاناتهم تسليما، أم ماذا؟

بالنظر إلى كل تلك المؤسسات الحكومية التي تقدم ذكرها، إلا أننا نجد أنه لم يتم البت في موضوع أولئك الحراس الذين لديهم أسر وأطفال، فهم من خلال هذا المنبر يستغيثون بجلالة السلطان المفدى- حفظه الله ورعاه- بالتدخل لسماع شكواهم ومطالباتهم بعدما أغلقت الأبواب في وجوههم.

يبدو أن هناك رفض قاطع من أي مسؤول معني بهم لا يريد التجاوب معهم أو التحرك من أجلهم، لكن هؤلاء الناس يصرخون بأعلى صوتهم بأنهم مظلومون، فيا جماعة كفى ظلماً فإنِّه ظلمات يوم القيامة وعذاب في الدنيا، يا جماعة ويا مسؤولين نرجوكم كفى عدم تقدير لمعاناتهم. هؤلاء الإخوة والزملاء والأصدقاء والأصحاب والأهل والآباء، تحدثوا كثيرا، وطالبوا كثيرا، وطرقوا أبواب الوزارات والمسؤولين والجهات المعنية كثيرا، وقابلوا مسؤولين مرات كثيرة ووجدوا وعودا فقط ولكنهم لم يجدوا مصداقية وتنفيذا وحلولا.

هؤلاء الناس لهم الحق في العيش في راحة بال وسعادة، وهم يرفعون صوتهم ونداءهم لجلالة السلطان كي ينظر في موضوعهم، بعدما لم يستجب المختصون لهم.

هؤلاء الرجال العاملون الصابرون يقولون لكل المسؤولين ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. هؤلاء أبناء الوطن وأحبته يقولون نحن راجعناكم عدة مرات في مكاتبكم، ولم نجد ردا.

أفلا تعلمون أن رواتبنا الشهرية 210 ريالات فقط ولا نجد من ينصفنا في النظر إليها وزيادتها، بعد 10 سنوات خدمة بالأجر اليومي، إلا يكفي ضياع أعمارنا مع هذا الراتب البسيط والمطالبات الكثيرة.

أضم صوتي إلى صوتهم ونرفع مظلمتهم وشكواهم لرفع رواتبهم ولتعيينهم بشكل رسمي.. ودامت عمان وطنًا للجميع، وأرضًا رحيمة لكل من عليها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة