د. خالد بن حمد الغيلاني
@khaledalgailani
معرض مسقط الدولي للكتاب؛ هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة في سلطنة عمان، يأتي والعمانيون والمقيمون والمتعطشون للثقافة والعلم والأدب في شوق إليه، ولهفة للقائه بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا، يأتي ليتجدد هذا العرس الثقافي العظيم، يأتي ليلتقي أهل الكتاب وعشاقه من كل حدب وصوب، يأتي ليؤكد أنَّ الكتاب خير رفيق وجليس لكل راغب في بلوغ المجد، وتحقيق الرؤى.
معرض مسقط الدولي للكتاب والذي هو فرصة لتلاقي الأفكار، وتداول المعلومات في شتى صنوف المعرفة والعلم، ويجد زواره من مختلف الثقافات والمشارب ما يحقق مبتغاهم، ويروي ظمأ نفوسهم المتعطشة لكل جديد وجميل في شتى صنوف العلم ومعارفه.
وكما درجت عادة القائمين على المعرض أن تكون إحدى ولايات أو محافظات السلطنة الحبيبة ضيف شرف لكل دورة من دوراته السنوية، تأتي هذا العام محافظة جنوب الشرقية بدقها ودقيقها لتكون ضيفا عزيزا على هذا المعرض، وبين زواره الكرام، تأتي المحافظة ليحتفل الجميع بها، كحاضرة عمانية مجيدة.
جنوب الشرقية ذلك الجزء العزيز الغالي من وطننا الممتد حضارة وتاريخا وعلوا ومكانة، جنوب الشرقية بولاياتها الخمس؛ صور والكامل والوافي وجعلان بني بوحسن وجعلان بني بو علي ومصيرة، حضرت لمعرض مسقط الدولي للكتاب، فحضر الإنسان العماني الذي جاب البحار والمحيطات، صارعها وصارعته، ناوشها وناوشته، فغلبها بصدق إيمانه وعزيمته، وسابق علمه ومعرفته، فالبحر لأهل هذه المحافظة طريق سهل ممتد، رغم وعورة مسالكه، وهول أمواجه، وتقلب أحواله.
حضرت جنوب الشرقية فحضر رقي الصناعة العمانية، وجمال الخنجر الصوري، وروعة الملابس النسائية، وتلك الحلي التي لا تزال تتزين بها النساء فيكون الجمال والبهاء.
حضرت جنوب الشرقية فحضر عشق الصافنات الماجدات، والذلايل النايفات الشامخات، حضر الفن العماني الأصيل؛ الرزحة والعازي والميدان وأهازيج البحر، حضر بن عبادي والطارق والتغرود.
حضر التاريخ الضارب والموغل في القدم، حضرت فينيق بكل البهاء، ومجان بكل الجمال، وسفن الخير والسلام، حضر الأشاوس من سطروا للتاريخ مجدا تليدا شامخا أبيا.
حضرت جنوب الشرقية فحضر جمال الساحل، وروعة الجبل، ورقرقة ماء الشاب، وانسياب وادي سال، وحلو جو الأشخرة، وروعة مصيرة، وبهاء أبو حسن، ونضارة الكامل الوافي، وترحاب رأس الحد، وتاريخ صور.
حضرت جنوب الشرقية فحضر اقتصادها الأزرق ذلك المستقبل المرسوم نحو غد رائع مشرق متألق، يلوح في الأفق القريب صناعة وتجارة وسياحة واستدامة مالية مأمولة، وابتكارا وإنجازا يربط ماضينا بحاضرنا، ولرسم مسار محدد لعالم مستقبلنا البهي المشرق.
حضرت جنوب الشرقية فحضر نقاء أهلها، وطيب حفاوتها، وجميل ضيافتها، وحسن ترحابها، حضرت بمثقفيها وعلمائها وأدبائها وشعرائها، حضرت بشبابها المبدع، الطالب للمجد الساعي للعلا.
حضرت ضيفا على معرض الكتاب ضيفا لن ينساه زوار المعرض وضيوفه.
فحيّا الله تعالى ذلك الحضور، وبارك تلك المُشاركة، وأدام على وطننا ألقه الدائم، وحفظ سلطاننا المُعظم راعي الثقافة الأول، وأدام على أبناء عمان الخير والسعادة.