فلذات أكبادنا

فاطمه هبيس الكثيرية

هناك الكثير من الأمور التي تغيب عن أذهاننا عند التعامل مع عقلية الطفل ومُتطلباته ومدى استيعابه والفروقات الفردية من طفل إلى آخر مما يجعلنا نقع فريسة لأخطاء عدة نحن في غنى عنها سنتطرق في هذا المقال إلى بعض هذه الأساليب الخاطئة على سبيل المثال لا الحصر لعل معرفتها تعيننا على تجنبها قبل فوات الأوان نذكر منها التالي:

عدم تمالك الغضب أمام الطفل فعندما يبدأ الأب والأم بالصراخ في وجه الطفل لأنه كسر كأساً مثلاً أو لأنه لم يطعهما في أمر ما يولدان لدى الطفل الشعور بالخوف وعدم الأمان فعندما يصدر هذا الأمر من أقرب النَّاس اللذين يفترض بهما دعم الطفل معنوياً ونفسياً ويفقد الأمان في بيته وهذا يؤدي إلى أحد أمرين إما أنه يتعمد بعد ذلك أن يُخفي كل مشاعره وكبتها أو يتعود الكذب عليهما لحماية نفسه وبالتالي لن يخبرهما بما يحدث معه عندما تُواجهه مشكلة ما وهذا الأمر عواقبه وخيمة على الطفل والأسرة.

أيضاً عدم تفهم الأب والأم لمشاعر الطفل وخاصة المُراهق وما يمر به من تغيرات هرمونية ونفسية وبيولوجية فالمراهق يمر بأخطر مراحل حياته في سن المراهقة ما بين 12 سنة إلى 20عامًا تقريباً فهي مرحلة انتقالية مهمة في حياته فتفهم الأهل والمحيط لمتطلبات هذه المرحلة العمرية سبب مهم جدا لمساعدة هذا الشاب على انخراطه في المجتمع بلا عقد نفسية قد تكون مدمرة أحياناً على المدى البعيد.

فوجب على الأهل الأخذ بيده لتجاوز هذه المرحلة العمرية المهمة ومساعدته على تكوين شخصية سوية مفيدة للمجتمع وبانية للوطن ونافعة للإسلام والمستفيد الأكبر وجاني الثمار الأول هم الأهل أنفسهم. والجميع يعلم أنَّه لا أحد يتمنى أن يكون أحداً خيرا منه إلا ولده.

تفضيل أحد الأبناء على الآخر هذا محور غاية في الأهمية التي يجب إعادة النظر فيها حيث يؤدي هذا التفضيل بين الأبناء إلى زيادة الغيرة وأحيانا تتطور إلى الكراهية والحقد والحسد وهذا ما لا تحمد عقباه فيؤدي إلى الشجار دون مبرر بين الإخوة قد يصل إلى حد الضرب والتلفظ بكلمات بذيئة لا تليق بديننا الحنيف ولا تربية مجتمعاتنا فقد يتنمر الابن الأكبر على الأصغر مثلا أو القوي يتسلط على الضعيف وكل ذلك نتيجة التربية غير السليمة.

كذلك الاهتمام غير الكافي بالأبناء وعدم احتوائهم بشكل يغطي احتياجاتهم الضرورية من الحنان والتفهم وإيجاد حل لمشاكلهم التي قد يضخمها عقولهم نتيجة ضعف التجربة وصعوبة الخبرة والرؤية الضبابية للأمور وصعوبة الوضوح لجميع أبعاد المشكلة والتأثر بآراء الأصدقاء والزملاء.

الانتقاد الدائم من المقربين وخاصة الوالدين مثل كلمة أنت فاشل وتكرارها باستمرار عندما يخيب ظنهما وتخيب توقعاتهما لأداء هذا الطفل أو الشاب المراهق فعندما يرفع الوالدان سقف توقعاتهما لهذا الابن دون الوضع في الاعتبار القدرات والمهارات التي يتمتع بها هذا الكائن الصغير والفروقات الفردية بين الأبناء أو بينهم وبين أقرانهم والمقارنة الدائمة والكلمات السلبية التي تحبط ولا تشجع يؤدي إلى مزيد من خيبات الأمل لدى الوالدين وبالتالي مزيد من الانتقادات السلبية مما يؤدي إلى ضعف شخصية المراهق تدريجياً حتى يصل إلى عدم الثقة بنفسه ويصبح شخصًا مترددا حائرا لا يملك اتخاذ القرار في أي موقف، وهذا يؤدي به إلى الاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرارات الهامة في حياته مثل اختيار تخصصه العلمي مثلاً حتى إن كان غير مناسب لرغباته وميوله وقدراته أو اختيار الزوجة غير المناسبة في المستقبل بسبب السماح للآخرين بالتدخل المستمر في حياته وطبعًا ينتج عنه فشل ذريع في الحياة بشكل عام سواء الحياة العملية أو الزوجية أو المجتمعية لأنَّ الشخص المهزوز أو الضعيف الشخصية لن يكون قادراً على بناء أسرة سليمة أو الانخراط في المجتمع بحيث يضيف قيمة ذات جدوى مجتمعية وكل هذا نتيجة النشأة والتربية المبنية على أساس غير سليم.

تعليق عبر الفيس بوك