وداعًا لتقزيم السوق

 

حمود بن علي الطوقي

 

اللقاء الإعلامي الذي نظمته وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حمل هذا العام دلالات عكست الجهود الجبارة التي تبذلها الوزارة لتعظيم حجم الاستثمارات ذات القيمة المضافة والتي من المؤمل أن تساهم في رفد القطاع الخاص.

معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي كشف في المؤتمر الصحفي العديد من المؤشرات الإيجابية لدور الوزارة في طرح  مشاريع مختارة في قطاعات النقل البري والبحري والجوي وكذلك نقل الفضاء والقطاع اللوجستي للاستثمارات المباشرة مع تقديم التشجيع وتبسيط الإجراءات لجذب الشركات الأجنبية والوطنية من أجل تحقيق الشراكة بهدف توسيع حجم السوق.

بهذا التوجه الجديد طرحت السؤال المباشر لمعالي الوزير وأصحاب السعادة الوكلاء في النظر بجدية في تسمين السوق الذي ظل لعقود متهماً بأنه سوق صغير، ولا يستوعب إقامة المشاريع العملاقة، وكنت قد أشرت في مقال لسابق حول التحديات التي تواجه سوقنا الذي ظل لسنوات صغيرا ومقزما . وأرى أن من خلال وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بما تحمل هذه الوزارة من رؤية طموحة يمكن أن تطرح مشاريع عملاقة للتنافس في إدارتها سواء في طرح مشاريع للاستثمار في قطاع الطرق ولدينا نحو 17 ألف كيلومتر من الطرق غير المعبدة أو طرح مشاريع إنشاء السكة الحديدية وإقامة الجسور لربط القطاع البحري والبري وأيضا القطاعات المرتبطة بتنمية الموانئ والقطارات وقطاع الفضاء.

هذه المشاريع التي تنظر إليها الوزارة بأنها مهمة وهادفة من المتوقع أن ترفد القطاع الخاص وتساهم في فتح المجال للتوظيف المباشر والتوظيف المقرون بالتدريب والتشغيل لعدد كبير من أبناء الوطن.

لا يوجد الآن مجال للتراجع عن أهمية تعميق السوق المحلي، فعلى الحكومة أن تبني من خلال منظومتها قنوات لتعظيم السوق؛ ليصبح سوقا كبيرا وعملاقا بحجم مساحة عُمان، بما وهبها الله من خيرات وفيرة في بحارها وسهولها وجبالها ووديانها وكل شبر من أرض عمان يوجد فكر للاستثمار.

ما أثلج صدورنا ونحن نتابع المؤتمر اهتمام الوزارة بدعم وتنمية مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقد تم خلال المؤتمر استعراض تجارب ناجحة لشركات عمانية صغيرة ومتوسطة بإدارة رواد أعمال من أبناء هذا الوطن استطاعت هذه الشركات أن تشق طريقها وتستحوذ على السوق في تقديم أعمال وخدمات بجودة عالية لتؤكد هذه الشركات أن قطاع ريادة الأعمال يمكنه أن يساهم في ترجمة توجهات الحكومة ليكون قطاعا فاعلا لرفد الاقتصاد الوطني.

نتمنى أن نرى القطاع الخاص وقد تحول من خلال رؤية الوزارة إلى قطاع قادر على تسمين الاقتصاد والتحول إلى تعظيم السوق ليصبح عملاقا ووقتها سوف نقول وداعًا للوبي الذي يعمل على تقزيم سوقنا العملاق.