صالح البادي
تمضي بارجة الوطن متانة وقوة باتجاه الموانئ الثرية الملهمة التي اختارها شباب وشابات الوطن بكل اقتدار عندما أعلنوا اعتمادهم لرؤية "عُمان 2040" وحددوا الموانئ الثرية التي أرادوا للوطن أن يلتحم معها بناء وازدهار. فيما تمضي حكومة جلالته بتقديم الكثير من الممكنات والصلاحيات.
شكل جلالته- حفظه الله- فور توليه مقاليد الحكم وطنًا لا مركزيًا بعمق ووضوح أكبر، ووجه جلالته- أعزه الله- المختصين والجميع بالمشاركة في الإداء والعطاء لمستقبل طموح جدا حددته رؤية "عمان 2040" في مستهدفاتها بشكل واضح. لقد قررت كل عمان أن تكون عمان في مصاف الدول المتقدمة ووضعت تلك الرؤية بشكل محدد على رأس رؤيتها وكافة خططها لعشرين عامًا مقبلة. والآن بدأ التنفيذ لنقول وداعا للتخطيط وأهلا بالتنفيذ ولو لمرحلة زمنية معينة. سيستمر التخطيط بلا شك؛ لأن العالم المتغير نابض بالحياة والتغيير لكن التنفيذ يتقدم بقوة وسيشغل طاولات القرار وأروقة الجهات المختصة وسيكون أمام كل ذا صلاحية حسب صلاحياته والتي بنيت على مسؤولياته.
إنَّ جلالة السلطان هيثم بن طارق- يحفظه الله ويرعاه- بقيادته وحنكته يضرب الأمثلة السديدة بكل ما يفعل ويقول ويتصرف أداء وعطاء واهتمامًا وهي رسالة راقية تبعث لكل مسؤول ومواطن كيف تحقق المسؤولية وكيف يصنع القائد ليكون مثالا للآخرين، أقواله وأفعاله وفنون قيادته وتوجيهاته وسداد نظرته. كما إن جلالته يتحدث ويعد بواقعية وأمانة عليا؛ حيث تجده طارحا للمواضيع برسائل واضحة ومباشرة موجها وشريكا في أسلوب راقٍ هادف يتوافق مع العصر ومُعطياته. وما كان لحديث جلالته المباشر مع شيوخ وأعيان ومواطني محافظتي الداخلية والوسطى خلال الأيام القليلة التي مضت، إلا رسالة يقرأ منها الكثير وبإنسانية وحكمة راقية.
وجلالته- يحفظه الله- هو أول من طبق سياسات تقليل الإنفاق المباشر على مؤسساته المباشرة، ثم توسع بشكل شمولي وفاعل ومباشر على كافة المستويات بالقطاعات الحكومية، كما أعاد توجيه الموارد لأهداف أرقى وأشمل وأكثر فائدة وعدالة للمواطن والوطن. إضافة لذلك فإن توجيهاته السامية لترشيد الإنفاق بدأت من مستويات الوزراء والوكلاء ومن في حكمهم بكل حكمة وجد؛ حيث إنَّ الكل شركاء في الرخاء والكل شركاء في الوفاء والكل شركاء كذلك في وقت التحديات والأزمات.
والقارئ المتفحص للمراسيم السلطانية منذ تولي جلالته مقاليد الحكم، يكتشف بجلاء أنها محددة الأهداف وموضحة للمسؤوليات ومشرعة بشكل دقيق ومؤطرة بشكل قانوني ومحددة للمدد متي كان ذلك صحيحاً. كما إنَّ تسلسلها في الإصدار والأثر، بُني على تسلسل منهجي فاعل. وهذه المراسيم تجعل التنفيذيين بعيدين عن الشك أثناء التنفيذ أو التردد لعدم الفهم أو وجود أكثر من فهم، ويسهل كذلك على المسؤولين عن التقييم والمراجعين والمدققين وحتى غير المتخصص فهم المقصد وقياس الأداء بناء عليه وفق ممارسات صحية وصحيحة. إن المقاصد أكثر أهمية من الإجراءات لكن الإجراءات تحدد أفضل وأقصر وأضبط الطرق. وعلينا أن نكون على قدر أهمية المقاصد من المراسيم والتوجيهات والخطط أكثر بكثير من توافق الإجراء فقط. فالإجراء لتحقيق مقاصد صحية وصحيحة والمقاصد دوما هي الهدف.
إن عمان تمضي نحو مستقبل متجدد ونهضة مميزة يرسي أسسها ويصنع مناراتها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- يحفظه الله، فقد وضع جلالته- أعزه الله- اللبنات الصحية والصحيحة لتطوير دولة المؤسسات وتوزيع الممكنات وتشجيع اللامركزية في تنظيم رائع ومميز، فيما تنير رؤية "عمان 2040"- والتي اعتمدت من جلالته وصنعها أبناء وبنات عمان- الطريق للجميع في عمان لمستقبل مجيد عبر التنفيذ والتجديد ممثلة بخطة خمسية (2021/ 2025) وكذلك خطة سنوية ونبدأ عامنا هذا بموازنة العام المالي 2022؛ وهي الموازنة الثانية بالخطة الخمسية والثانية كذلك برؤية "عُمان 2040". والكل متفائل بهذه المرحلة لمستقبل الوطن عمان خصوصا مع انحسار أزمة كوفيد-19 وجاهزية العالم لسنوات سمان مستقبلا بإذنه تعالى. إلا أن شراكة التخطيط تستلزم شراكة التنفيذ وعلينا كل من موقعه أن يسمو من أجل عمان فينحت في لوحة عمان المستقبل فنه ويستنهض الفكر السديد والرأي المحفز والإيجابية العاقله ويشمر عن سواعد أبناء الوطن الذي نريد.
لقد حان وقت العطاء.. حيَّ على البناء فقد حان وقت الجد والاجتهاد والعمل الوثاب ورفع الرؤوس للغد المستطاب لأننا كنَّا ولا زلنا شركاء بالتخطيط ونحن معاً شركاء بالتنفيذ لوطن جميل ماجد يسمو فنسمو معه عزة ونجاحاً وسؤددا. فعمان أمانة عليا وطموحها المعتمد الذي ارتضيناه بيننا أن تكون في مصاف الدول المتقدمة. والوطن أمانة ويريد كل منا أن يسلمه للأجيال القادمة وقد اعتلى هام السحاب وبلغ القمم الكبار ولنتذكر أننا حاضر اليوم ونحن تاريخ غدا وعلينا أن نصنع ما ستقدره الأجيال القادمة لنا من علو وسؤدد.