د. خديجة الشحية
أثناء دورة "تقنيات الإعلام الحديث" والتي رُشحت لها من جمعية الصحفيين العمانية إلى المملكة الأردنية الهاشمية مع بقية الأعضاء والعضوات من الجمعية، كان من بين المرشحين للدورة الدكتور سلطان اليحيائي رئيس المركز العماني للإعلام السياحي ونائب رئيس المركز العربي للإعلام السياحي.
وبحكم التعاون المتبادل والتواصل كجانب سياحي بينه وبين باقي المكاتب السياحية تحققت عدة أهداف وعلى هامش الدورة التدريبية، قمنا بزيارة عدة مواقع سياحية وعدة مستشفيات معنية بالسياحة العلاجية، واطلعنا على التجربة العلاجية وما يتم توفيره للمراجعين من خارج المملكة، وكيف يتلقي الزائر المراجع علاجه بطمأنينة وهو برفقة أسرته القادمة معه، وتقديم الخدمات بدءًا من استقباله في المطار وحتى توديعه في رحلة عودته لوطنه، وتوفير جناح خاص لأفراد أسرته. كل هذه الخدمات اطلعنا عليها في عدة مستشفيات، ومن بينها مستشفى "فرح" والمعني بعلاجات الإخصاب والعقم وغيرها من العلاجات الناجعة، وكذلك اطلعنا على المركز العربي الطبي والمستشفى التخصصي. ولفت انتباهنا ما يتم بذله من أجل استقطاب المراجعين من الخارج وكيف يتم الاعتناء بهم وتقديم أفضل الخدمات بجودة عالية، حتى وإن كان مُقابل مبلغ من المال، لكن الخدمة تستحق أن يُدفع لها.
تمنيتُ أن تتوفر هذه الخدمات لدينا في مستشفياتنا؛ سواء الحكومية أو الخاصة، وتفعيل السياحة العلاجية، خاصة وأن سلطنة عمان تزخر بالكثير من الأطباء المتخصصين والكفاءات العلمية في مجال الطب، ولا ننسى المزارات السياحية؛ كالعيون الحارة الكبريتية وغيرها من المواقع التي يرتادها المرضى بهدف العلاج. وتنويع الجوانب السياحية مهم مثلما هو مهم تفعيل الجانب الاستثماري الاقتصادي واستقطاب المستثمرين في كثير من المواقع في مختلف المحافظات، ونقل التجربة الأردنية وتطبيقها على أرض الواقع سيعمل على تنويع الاقتصاد، بدلًا من أن يأتي السائح المعالج ضمن زيارة خاصة سريعة، تتولى الإدارات الصحية هذا الجانب وتعمل على توفير كافة الخدمات للمريض أو السائح المعالج، بحيث يستفيد من أكثر من جانب أثناء زيارته للسلطنة، وما ينقصنا هو فقط الحراك في هذا الجانب وتحريك الجهود والطاقات التي تعمل على تفعيل دورها بجدية، وترجمة الجانب الطبي والذي يعد الأول من نوعه في السلطنة. ويجب أن نعلم أن نيل الجوائز والمراكز المتقدمة ليس هو المهم؛ بل الأهم أن نستحوذ على المستهدفين لتلك النجاحات الطبية ونستقطبهم للعلاجات لدينا في السلطنة، والاستفادة ستكون عظيمة وإضافة لجملة السياحات المختلفة.