قابوس.. قُبلة خالدة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

قُبلة حانية أحيت عُمان بعد ظلامها، قُبلة وفاء أبديٍ مكنون سطرها ليبقى مجدها ممتدًا من أجل عُمان، قُبلة لحضارة خلدت في ذاكرة التاريخ والمكان والزمان.. إنها قُبلة قابوس التي وضعها على جبين الوطن، وطن سيظل يذكرها ويذكر مجدها وثراءها الذي دام خمسين عامًا.

اليوم نخلد تلك القبلات وتلك الابتسامات التي أحيت أمة وأقامت وطنا سامق الآفاق عالي الهامات مكتمل الصفات يفتخر به العالم بأكمله وتصفه الشعوب بوطن السلام والوئام والأمان.

فجر عمان السعيد ومجدها الظافر المجيد كان بقُبلة رجل أحب وطنه وغرس سنوات عمره من أجله في ثرى وطن راسخ الجذور من مسندم حتى ظفار وليمتد ذلك الغراس للعالم أجمع وليترجم ذلك التقدير من الجميع لمواقف السلطان الراحل في محبة الجميع لشخصه الكريم وليكتب ذلك التقدير بماء الذهب  في سيرته الكريمة الزاكية لما قدمه لوطنه وشعبه ومن حوله.

فاليوم نستذكر جميعاً مآثر السلطان الراحل- طيب الله ثراه- وعمان قد اكتملت أركانها وعمرانها ومنجزاتها في 50 عامًا فقط فيما لم تحققه دول كثيرةً في فترة وجيزة.

عُمان اليوم نستذكر كذلك من بناها ووحد قبائلها ومدنها وقراها وزرع في كل شبر منجزاً شاهداً وخدمة فاضلة سهلت أمور حياة المواطنين ليسجدوا شكرا لله على قائد مُلهم صدق ما وعد به شعبه في أول لقاء بشعبه فتحققت الآمال وصلحت الأحوال وتبدلت الغبيراء إلى أفضل حال فصار الشعب لحمة واحدة يشيد بأخلاقه الرفيعة القاصي والداني بفضل الله والسلطان الراحل وفضائل الرحمن التي منَّ بها على عُمان.

قُبلة وضعها قابوس الهمام في كل بيت وكل موضع ليهتف المواطن في عهده (بالروح ‏بالدم نفديك يا قابوس) فقد عاش ليسعد شعبه ويبني أمته ويدافع عن قضايا وطنه وقضايا أبناء عروبته.

لقد كتب السلطان الراحل صفحاته بأسطر من نور ورحل سعيدا بما قدمه وانعكس ذلك في كل أفعاله التي يتذكرها أبناء عمان والعالم من حولنا ولتبقى سيرته تدرس للأجيال القادمة فحقبة السلطان الراحل كانت الأبرز من بين جميع حقب التاريخ في العصر الحديثة والتي اتسمت ببناء الإنسان وتشييد الأوطان وعدم التدخل في شؤون باقي الأوطان.

ولتبقى تلك القُبلة منهاج وطن يسير في رحابها من زكاه السلطان الراحل ليكون خير خلف له يحمل مشعل الخير للوطن، إنه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه وأمد في عمره.

طيب الله مثواك أيها السلطان الراحل، وأمد الله في عمر سلطان البلاد المفدى ووفقه لخير البلاد والعباد؛ فقُبلة قابوس الخالدة لن يمحوها الزمان بإذن الله.