صالح بن أحمد البادي
البداية الملهمة تلهم الجميع
ما زال تنصيب حضرة صاحب الجلالة السًّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- سلطانًا لعُمان مفخرةً لكل عُماني وعُمانية في هذا الوطن الغالي، ليس ذلك فحسب، لكن طريقة انتقال الحكم وسلاسته وحسن تنظيمه وتفاعل المجتمع معه وطريقة قيادته، لا بُد وأن يشغل كثيرًا من سياسيِّ المنطقة والعالم؛ لأنه كان خاصًا جدًا أداءً وتنفيذًا وعالميًا جدًا في مكوناته وطرقه وأساليب عدالته.
لقد أثبتت التجربة العمانية السياسية الثرية والأقدم نشأة وتكونًا وطريقةً في العالم، أنها جاهزة للزمان والمكان، وأن عمان تصنع وتتجدد بكل أريحية ومسؤولية وتمكن، وأن الشعب العُماني المجيد بحجم الوطن مسؤوليةً وشراكةً، يقف خلف قيادته بكل أمانة وعزم وحزم. وأن الرجال الأفذاذ الذين أداروا المرحلة بشكل يتناسب مع هذه المرحلة من أهمية وحزم، كانوا عنوانًا فاخرًا للأمانة المُلقاة على عاتقهم وصُنَّاعًا لمعاني ومفاهيم المسؤولية ورجالًا قلَّ أن يكون لهم نظير، وأن عُمان دومًا بحجم الوطن بكل تجلياته وأطيافه، وهي الهدف والطموح والغاية، وهي مرتكز العطاء والأمانة، وأن البناء العماني التاريخي نشأة والحاضر تجددًا وقبولًا والذي ينتقل لمستقبله المدروس بكل جدٍ ومسؤولية صامد ناجح مُفعم بالتطور والتجدد الصالح للزمان والمكان، مع بقاء الثوابت والأطر العامة، يتكامل مع التاريخ المجيد والحاضر الرشيد؛ ليتشكل مستقبل سديد أشد بناءً وأعلى هامةً وأصدح بيانًا، وكل ذلك معًا يشد بعضه بعضًا، ويتجه بكل مسؤولية وبصر وبصيرة لمستقبل مشرق مبدع مجيد بقيادة سيد عُمان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه.
إننى كعُمانيّ افتخر أينما حللتُ ضيفًا خلف حدود الوطن أو استقبلت صديقًا عبر مطاراتنا وهم يتساءلون بانبهار عن هذا النجاح المبهر والسلس والمتفاعل والمنظم والفخم لانتقال الحكم في الوطن عُمان، والمفعم بالوطنية والأمانة والمصداقية والتنظيم أينما نظرت له. هذا الفخر الراقي يضاف إلى ما صنعته عُمان حتى ظهر يوم العاشر من يناير 2020 بقيادة أنقى الرجال وأصدقهم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- قائد نهضة سلطنة عمان الحديثة وملهم الوطن الكبير، ثم ما صنعته عمان خلال عامين ماضيين، وما ستصنعه بتوفيق الله وفضله خلال الأعوام القادمة من عمر نهضتها المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ويسر على طريق الخير خطاه، حامدين شاكرين لفضل الله أولًا وأخيرًا على هذا الوطن الغالي عُمان، وعلى نعمة قيادة سلطاننا المفدى، وعلى أبناء وبنات عمان الأمناء رمز البناء والعطاء والصدق والوفاء.
تُكمل عُمان مسيرتها ونهضتها المتجددة بشغفٍ وثبات، فقد أكمل جلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى- أيده الله- عامه الثاني قائدًا وملهمًا وسيدًا لعُمان قاطبة، ومن يتابع ما قام به جلالته في وقت قصير وتسارع حثيث لخطى التنمية والبناء والتغلب على تحديات العامين الماضيين، يستشعرُ متأكدًا أن الجهد كبير بحجم التحديات التي تم حلها، والتي كان البعض منّا قد ظن في قرارة نفسه أن الحلول ستأخذ سنوات من التحول، لكن جلالته- حفظه الله- حققها بسرعة وجد قلَّ أن يكون لهما نظير.
إنَّ فترة السنتين، فترة زمنية لا تُذكر في تاريخ الأمم والشعوب، وإن ما أُنجز على أرض الواقع، مدعاة- بكل صدق- لأن يكون نجاحًا منقطع النظير خلال فترة قصيرة جدًا، وأن مستقبل الأحلام والطموحات يرتفع دومًا، وهي كذلك، فالقارئ لرؤية "عُمان 2040" يعلم حجم الطموح وعلو الأهداف.