فن الأولويات

 

سالم كشوب

عضو جمعية الصحفيين العمانية

sbkashooop@gmail.com

بداية كل عام يتطلع الإنسان لتحديد أهداف يسعى لتحقيقها والأمر كذلك للمؤسسات والجهات التي تكون لديها خطة سنوية طموحة تسعى إلى تحقيق مختلف الأهداف ومع ذلك للأسف نجد خلال السنوات الماضية الكثير من الناس والمؤسسات والجهات تخفق في الوصول إلى تحقيق الأهداف الموضوعة وبالتالي يكون هناك تساؤل مطروح ما هو سبب تكرار هذا الإخفاق؟

على مستوى الفرد العادي لا بُد من الاعتراف بأنَّ تحديد أهداف معينة لابد أن يتم بموضوعية وحرص وإصرار داخلي على تحقيقها مهما كانت المُعوقات والصعوبات ولابد من تحديد أوجه الضعف من أجل معالجتها وليس من العيب الاعتراف بنقاط الضعف بدلا من المكابرة والعيش في أوهام بأن الوقت لايزال مبكرا لوضع أولويات وأهداف سواء على المستوى الشخصي أو الأسري أو المجتمعي للفرد.

عندما ننتقل للمؤسسات والجهات المختلفة فإن من لديه القدرة على تنفيذ وتحقيق مختلف الأهداف لتلك الجهات هي نوعية وطبيعة المسؤولين المناط بهم المهام والمسؤوليات  فالمسؤول القيادي الذي يختار الكفاءات لتسهيل مهام عمله ومسؤولياته بعيدا عن أي مُبرر أو عاطفة ويكون واضحًا وشفافًا مع الجميع هو القادر على الإنجاز وليس من يتلذذ في المحسوبية وليس لديه بالأساس شجاعة اتخاذ المواقف الحاسمة التي تخدم منظومة العمل ويشعر بالفعل قبل القول أن الجميع متساوون والإنجاز والمثابرة والكفاءة في العمل هي المعيار عند التقييم والاختيار لمختلف المهام والمسؤوليات.

ختامًا.. إنَّ فن الأولويات من السهل الحديث عنه ولكن عند التطبيق بدون معايير واضحة ومتابعة ووجود كفاءات تحرص على تنفيذه بالشكل الأمثل ويقين داخلي أنه لا بُد من العمل بكل جدية لتحقيق تلك الأهداف سيتكرر المشهد نهاية كل عام بأن الخطة التي وضعت وتم هدر الكثير من الوقت والتكلفة مجرد تصريحات مع مرور الوقت ستقلل من ثقة ورغبة الفرد والبيئة الداخلية بتلك الخطط.