إلى وزارة التراث والسياحة.. مع التحية

 

ناصر بن حمد العبري

يتأكد يومًا تلو الآخر أن الاهتمام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بالتراث العماني الأصيل، في مُقدمة أسباب الحفاظ على هذا الإرث الوطني، الذي سنظل نفخر به أمد الدهر، ولا أدل على ذلك من المواقف المتعددة لجلالته- أيده الله- التي أظهر فيها دعمه السامي لهذا القطاع الحيوي والنافع، وأتذكرُ هنا الزيارة الكريمة التي تفضل بها جلالته قبل سنوات لمدافن بات الأثرية والتاريخية، وهذا شرف كبير لمحافظة الظاهرة.

وفي هذا السياق، يجب أن نشير إلى أنَّ وزارة التراث والسياحة تبذل جهودًا كبيرة في الحفاظ على الموروثات الثقافية والتراثية، وشهدنا مؤخرا الاحتفال باستعادة آلاف القطع من النيازك العمانية، وغيره في هذا المجال.

وانطلاقًا من هذا الحرص الحكومي الكبير على حماية تراثنا الوطني، فإنني أطلق مناشدة إلى المسؤولين في الوزارة الموقرة، للاستثمار في مدافن بات الأثرية والتاريخية وتسليط الضوء عليها والترويج لها في وسائل الإعلام، إلى جانب وضع فقرات مطولة عنها في المناهج الدراسية، حتى تتمكن الأجيال من معرفة أهمية مدافن بات. ونقترح في هذا المقام، أن يتم تأسيس متحف مصغر لها في بلدة بات بعبري، والتنسيق مع الجامعات والكليات والمدارس لتنفيذ جداول زيارات لها والاطلاع على ما تحتويه من كنوز أثرية، فضلاً عن تشجيع وتحفيز الباحثين والكتاب على اكتشاف مآثر تلك المنطقة. كما إن إقامة ندوة واستضافة المختصين والأكاديميين للحديث في هذا الجانب من شأنه أن يفتح أبوابًا من المعرفة. وإنني لأدعو أيضًا الإعلاميين الكرام، وأخص بالذكر الإعلامي المخضرم الأستاذ عبدالله الشعيلي، لإعداد حلقة تلفزيونية عن مدافن بات، لاستعراض المعلومات المتنوعة حولها، وما تم استخراجه من آثار، كي يطلع عليها أبناء الظاهرة والسلطنة عمومًا.

إنني على يقين بأنَّ معالي سالم بن محمد المحروقي الموقر وزير التراث والسياحة، سيعطي جُلّ اهتمامه بهذا الجانب، وهو صاحب الزيارات المكوكية لمختلف المواقع التراثية في السلطنة، وخير دليل توجيه معاليه سعادة وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث بزيارة الظاهرة والالتقاء بسعادة نجيب بن علي بن أحمد الرواس محافظ الظاهرة، والبحث في موضوع الاستثمار في المواقع التراثية والسياحية.