"كورونا".. صفارة إنذار جديدة

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

(1)

كتبتُ الأسبوع الماضي في هذا العمود عن ضرورة التقيّد بالإجراءات الاحترازية في المساجد، ورأى البعض مثل تلك الدعوة هجومًا أو تحريضًا على تشديد الرقابة على المساجد دون غيرها، وأن الأولى- حسب رأيهم- أن أتناول بقية التجاوزات التي تحصل في التجمعات والمناسبات الاجتماعية، وكأنهم يقولون "دعوا المساجد دون رقابة، وركزوا على تلك التجمعات".

ورغم أنني تناولتُ في مقالات سابقة تلك التجاوزات، وحذرتُ منها، ودعوتُ إلى تشديد الإجراءات والرقابة على كل تجمع؛ سواء رياضي، أو ثقافي، أو اجتماعي، إلا أن البعض ركّز على مقال "إجراءات المساجد"، لاعتقادهم أن ذلك تجاوز لا يمكن قبوله، وتدخل في شؤون "صلاة الجماعة"!!

أعتقدُ أنَّ المساجد جزءٌ من المنظومة الاجتماعية التي تشملها قرارات اللجنة العليا؛ بل هو التجمع الذي يُفترض أن يكون القدوة الحسنة لبقية التجمعات، فإذا غابت القدوة لا يمكن لوم الباقين على تلك التجاوزات. وأعتقد أن اللجنة العليا لديها ما تقوله خلال الفترة المقبلة في مثل هذه المسائل، والتجاوزات التي يتعدى ضررها الفرد إلى المجتمع ككل، فإما "التواكل" والتهاون الذي يقودنا للهاوية، وإما "التوكل" والأخذ بالأسباب، كي تنجو السفينة.

(2)

"القادم أسوأ".. هذا ما تحذر منه منظمة الصحة العالمية، وبدايات الانتشار الجديد بدأت في الظهور في دول عديدة، وبدأ العالم اتخاذ ما يمكن اتخاذه، ومنها "الجرعة الثالثة المعززة"، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة، وكثرت الأقاويل حول وجود "مؤامرة عالمية"؛ حيث يرفض البعض أخذ اللقاح، وكثرت "فتاوى" الواتسآب، ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، غير أنه لا يبدو أن هناك مفر من أخذ الجرعة الثالثة، وربما الرابعة، فحين لا تملك المعرفة فأنت رهين لكل ما يأتيك به الآخرون دون تمحيص أو بحث.

ما تقوله منظمة الصحة العالمية هو ما سيتم تنفيذه- رغم أنوفنا- ولن نكون قادرين على حل لغز "كورونا" أبدًا، لأنه في النهاية لا يعنينا معرفة المتسبب، أو إذا كان ظهوره نتيجة تصنيع بشري، أو أنه رسول إلهي، كل ما علينا فعله هو حماية أنفسنا بما نستطيع من لقاحات، وإجراءات دون نقاش، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

(3)

"اليد الواحدة لا تصفق"، وعلى الجميع التعاون والتصدي لهذا الهجوم الكوروني الجديد، واتباع الإرشادات والإجراءات الاحترازية.. فالعالم كله أمام اختبار مصيري، ووجودي، ولا نعلم متى ينتهي، كما إننا لم نعرف متى بدأ، ولن نتعرف على الآثار الجانبية الحقيقية لهذه اللقاحات إلا بعد سنوات؛ لذلك لا نملك غير السمع والطاعة لكل صفارة إنذار تخرج لنا بين الحين والآخر بمتحوّر جديد، وهلع جديد، وتعليمات جديدة ومُتجددة بالذهاب لمراكز التطعيم وأخذ جرعة مُعززة من اللقاح دون أن نملك من الأمر شيئًا.. ونسأل الله اللطف والسلامة والعافية للجميع.