"مهرجان الرؤية للأفلام".. مبادرة رائعة

 

حمد الناصري

في مبادرة هي الأولى من نوعها في السلطنة في مجال السينما والأفلام القصيرة نظمت جريدة الرؤية العمانية بالتعاون مع الجمعية العمانية للسينما والمسرح وبدعم مباشر من شركة تنمية نفط عمان مهرجانا للأفلام القصيرة في فكرة مشرقة لدعم وتحفيز الإبداع العماني في هذا المجال وجاء المهرجان في دورته الأولى تحت مسمى "سينما الناشئة"، وبمشاركة الكلية العلمية للتصميم.

وتهدف جريدة الرؤية إلى تحفيز المبدعين إلى تطوير صناعة السينما بالسلطنة والارتقاء بها وفق أحدث التقنيات والأساليب المتطورة، وتعزيز القدرات الفنية للجيل الحالي والأجيال القادمة لتكون مرجعية في مجال صناعة السينما والبرمجيات المتاحة في هذا العصر. وقد تطرق المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية في مستهل كلمته الافتتاحية لبدء المهرجان إلى أهميته؛ لكونه المبادرة الأولى والنواة لمهرجانات أكبر وأوسع مشاركة لغرض احتضان إبداع الشباب العماني ودعمه وتحفيزه للوصول إلى صناعة سينمائية عمانية متطورة وقد أشار سعادته إلى نقطة حيوية هي الغرض الأساسي من تلك المبادرة وهي "صناعة الأمل" وهي فعلا من أهم الغايات الاستراتيجية لأي شعب ينشد الرخاء والتنمية بسواعد أبنائه.

وتم عقد مؤتمر صحفي في مقر الجمعية العمانية للسينما والمسرح، للكشف عن تفاصيل المهرجان الذي يقام لأول مرة في السلطنة.

وفي حفل ختام مهرجان الرؤية للأفلام القصيرة وتوزيع الجوائز للأفلام الفائزة أوصى المشاركون في المهرجان بجعل المهرجان نواةً لتدشين منصة إلكترونية للأفلام العمانية في المستقبل القريب، وأن يكون هذا الحدث ليس مهرجانا سنويا فحسب؛ بل نقطة انطلاق باتجاه إنشاء أكاديمية سينمائية تعليمية عمانية تؤسس لجيل من الفنانين في كافة الاختصاصات على درجة عالية من المعرفة والاحترافية وبرؤية أكثر انفتاحاً على العالم جيل يصنع المستقبل بيديه.

وقال محمد رضا اللواتي رئيس اللجنة المنظمة "إن رؤية المهرجان تستهدف تعزيز مهارات الناشئة في مجال صناعة السينما القصيرة وإبراز إبداعاتهم في هذا المجال، إلى جانب إبراز مهاراتهم في مجال صناعة الأفلام القصيرة والمشاركة بأعمالهم في مهرجانات السينما الإقليمية والعالمية بعد تدريبهم وتمكينهم في ذلك المجال". وأضاف اللواتي أن أهداف المهرجان تتضمن كذلك "توعية وتثقيف الناشئة في أحد أبرز المجالات الهادفة ذات العائد الاقتصادي كالسينما، وصناعة البنى التحتية لذلك الفن، وتخريج دفعة من الناشئة في هذا الفن وإبراز أعمالهم والمشاركة بها في المهرجانات المماثلة"، مؤكدا أن إدارة المهرجان تسعى إلى التعاون مع الجمعية العمانية للسينما والمسرح من أجل تحقيق أهدافه، وأيضاً التعاون مع نخبة من السينمائيين وبيوت الخبرة في ذلك المجال سواء في مجال تقييم الأعمال المشاركة أو لتقديم ورش تدريبية متخصصة.

لا شك أن صناعة السينما تغيرت مع التطور التكنولوجي، وأصبح مفهوم صناعة الأفلام يختلف من حيث المحتوى والتقنيات والإنتاج وحتى التوزيع للجمهور؛ فالمحتوى الثقافي السينمائي أصبح لاعبا أساسيا في استثمارات عالية ليس على صعيد الترفيه فحسب بل في تحقيق الأرباح التي أصبحت تصل إلى أرقام خيالية؛ إلى جانب التحول الهائل نحو التكنولوجيا بكل تقنياتها المتطورة في إنتاج الأفلام السينمائية حتى أصبحت من ركائز سينما اليوم وصولاً للإنتاج الاقتصادي والتحول الرقمي ذي الطفرة التقنية الهائلة بأوسع نطاقها التكنولوجي والاقتصادي المربح.

وكشفت اللجنة المنظمة عن عدد من المشاريع المقترحة للأعمال المشاركة، ومنها، العودة الآمنة إلى المدرسة، وإجراءات الوقاية من العدوى، والإسعافات الأولية، وحلم التخرج، واختيار التخصص، وحوادث السير، وخطر المخدرات، وشح المياه، والبيئة النظيفة، والطقس، والرفاه الاجتماعي، ومحاربة الفقر، وتطوير التعليم، والتراث العماني، وتخصصات المستقبل، والرقميات في حياتنا، والقراءة وتبادل المعلومة، واكتساب المهارات، ومعونة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأخيرًا.. فإنَّ كل ما بقي من الحضارات البشرية هي الصورة؛ فالصورة مهما كانت بسيطة تغني عن ألف كلمة كما يقولون، ونريد لهذا المهرجان أن يخلّد صورة عُمان والحقبة التي نعيشها والحقب التاريخية السابقة واللاحقة ليبقى أثرنا عميقًا في ذاكرة التاريخ ولتبقى الصورة، كما كانت البداية هي الأثر الذي لن يمحى.

تعليق عبر الفيس بوك