"الرواق".. عالية الفارسي تبني "المدينة الفاضلة" بإبداعات بلا حدود

 

مسقط- تهاني السنانية

عالية الفارسية فنانة بارزة وغير تقليدية، شاركت في العديد من الفعاليات والمعارض التشكيلية على المستوى الدول والمحلي، وأقامت عدة معارض فنية شخصية منها "وتر وحب" في مدينة جنيف عام 2015؛ حيث تُشكل عمان بطبيعتها وجمالياتها مصدر إلهامها الدائم.

ونالت الفارسية العديد من الجوائز والتكريمات؛ أبرزها: وسام لجنة التحكيم في المتحف النمساوي عام 2015 وجائزة الدكتورة سعاد الصباح الإبداعية عام 2010، ودرع "متحف الفن في الكويت "عام 2010 والجائزة الكبرى في المعرض السنوي للجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 2009 ودرع الاسبوع الثقافي في الاردن عام 2002 وميدالية ذهبية في معرض الفنون التشكيلية لدول الخليج عام 1999.

وترى عالية الفارسية الجمال النقي في كل ما حولها وتستمتع بتجربة إظهار الجوهر الحقيقي للأشياء على اختلافها، مما يفسر وجود الشعر الفرنسي والمنسوجات وبعض الكتابات والاحرف القديمة للغة الكمبودية والقطع النقدية وغيرها على لوحاتها، لتنسج من خلالها حكاية متناغمة معتمدة على عمقها الروحي وإعجابها بالفلسفة الصوفية. وتؤمن الفارسية إيماناً راسخاً بضرورة سبر الجمال الداخلي والمساهمة في إظهاره لمتذوقيه المميزين، متخطيةً المفاهيم النمطية للفنون وأساليب التعبير عنها، تصبغ عالية الفارسية إنتاجها الفني بحسّها الراقي، وهي على قناعةٍ تامةٍ بأهمية الجذور الراسخة للفنون، لكن دون أن يشكل ذلك عائقاً أمام الإبداع، ولذلك فإن ترجمتها للفنون العربية تعكس الثقافة الرفيعة شكلاً وقوامًا.

واليوم الرواق الذي حلمت به عالية قبل سنوات طويلة، أصبح اليوم واقعا يساهم في ترسيخ مسيرتها الفنية والنهوض بالحركة التشكيلية في سلطنة عمان ونقل فنونها البصرية من النطاق المحلي إلى الفضاء العالمي الأوسع تحدثنا فنانتنا المبدعة عن رواق عالية الفارسي؛ حيث تقول: "بعد أكثر من 28 عامًا قضيتها في تمثيل السلطنة في محافل فنية وثقافية عالمية، جمعت خبرات كثيرة وقدمت مئات الأعمال الفنية، ومن هنا جاءت فكرة رواق عالية، ولأن الكثير من لوحاتي كبيرة الحجم، فقد كان هذا المستودع البعيد عن صخب المدينة خياري الأمثل".

وتضيف: "اعتبرته أيضًا كنوع من التحدي للفنان، فمثلما أحب أن أرسم المدن، رأيتُ هذا المستودع كقطعة قماش بيضاء أخلقُ فيها مدينتي الفاضلة، لتكون أكبر عمل فني لي. رواق عالية مشروعي الخاص الذي سهرت الليالي لأجلة، وهو يضم أكثر من 120 قطعة ولوحة فنية، تحتضنها صالة عرض تمتد على مساحة تتجاوز 860 مترًا مربعًا، كما يحتوي الرواق على مكتبة عامة مفتوحة للجميع، وركن للقهوة وركن للهدايا".

وختتم  الفنانة حديثها بالقول: "هدفي ان يتحول رواق عالية الى قبلة لمحبي الفنون البصرية من داخل السلطنة وخارجها".

تعليق عبر الفيس بوك