الرؤية- أحمد السلماني
ظهر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خلال بطولة "كأس العرب" بأداء مبتاين؛ إذ إنه دائمًا ما يظهر بشكل مختلف في شوطي المباراة، وتكون البداية بمستوى باهت في الشوط الأول، لكنه عادة يثور ويعود في الشوط الثاني ويُرهق خصومه ويتفوق، ويؤكد عدد من المحللين الرياضيين لـ"الرؤية" أن منتخبنا يفتقد الانسجام بين عناصره ويعاني من الضعف الهجومي، رغم الأداء الدفاعي الجيد.
هدّاف منتخبنا الدولي عماد الحوسني قال إن المستويات الفنية للمنتخب تتباين من شوط لآخر، وهذا يعود إلى عدم ثبات المدرب على تشكيلة معينة في المباريات، وبالتالي يفتقد الفريق لعوامل التفاهم والإنسجام والاستقرار. وأضاف: "لذا شاهدنا تفوق وسيطرة عراقية على مجريات شوط مباراتنا معهم، واختلف الوضع تماما في الشوط الثاني من حيث استحواذ منتخبنا على الكرة والسيطرة شبه مطلقة وبالتالي شكل الأحمر خطورة"، لافتا الى ان المباراة كانت "شوط بشوط" وأن نتيجة التعادل "عادلة".
وأوضح الحوسني أن أهم نقطة قوة لمنتخبنا تكمن في حيوية الشباب، كما إن وجود لاعب مهاري وبإمكانيات فنية عالية يجيد الربط بين خطي الدفاع والهجوم مثل صلاح اليحيائي يشكّل مصدر قوة هجومية إضافية للأحمر، في المقابل يعاني منتخبنا من صعوبة التحضير للهجمات وإتاحة وصناعة مزيد من الفرص للمهاجمين.
وتحدث الحوسني عن إمكانية أن يتفوق منتخبنا في لقائه المرتقب أمام شقيقه البحريني إذا لعب المدرب برانكو إيفانكوفيتش بنفس التشكيلة التي خاض بها مباراة قطر، ومتى ما استعد لاعبونا بدنيا وذهنيا فإن التفوق وارد وبقوة، شريطة اللعب بنفس القوة والرغبة والروح التي لعبنا فيها أمام قطر في الشوط الثاني، والأهم من هذا كله جاهزية الفريق بنسبة عالية؛ لأن البحرين منتخب مميز ومدربه البرتغالي هيلو سوزا يجيد قراءة المباريات، وأحرج المنتخب القطري، وكان قريبًا من التعادل معه على أقل تقدير.
أما رفيق دربه الدولي إسماعيل العجمي فقد تحدث لـ"الرؤية" عن أن نتيجة التعادل مع العراق عادلة بعد أن تقاسم المنتخبان السيطرة على مجريات المباراة. وقال إن العراق سيطر في شوط المباراة الأول لأن مدربنا طمع في التقدم واستغلال حالة عدم الاستقرار لدى "أسود الرافدين"، فلعب بمحسن جوهر من البداية ليشكل مع صلاح اليحيائي إضافة هجومية مع المهاجمين، علاوة على اللعب بخمسة مهاجمين، إلا أن ذلك شكل ضغطًا على حارب السعدي ومساحات استغلها العراقيون وشكّلوا خطوره واضحة على مرمى منتخبنا.
وأضاف: "استدرك برانكو ذلك في الشوط الثاني عندما نزل عبدالله فواز ليخفف الضغط على حارب السعدي، وانطلق خط الوسط مساندًا للهجوم ومع الأطراف أمجد الحارثي وأحمد الكعبي الذي يعد أحد المكاسب الكبيرة للمنتخب شكلنا ضغط هحومي أسفر عن تفوق عماني شبه مطلق في شوط المباراة الثاني".
وأكد العجمي أن قوة منتخبنا تكمن في خط الدفاع المنسجم والذي يؤدي أدواره بامتياز، لكن نقطة الضعف تتمثل في النسق الهجومي لعدم ثبات التشكيل الهجومي من مباراة لأخرى.
ويرى العجمي أن مباراة البحرين اليوم صعبة بالنسبة لمنتخبنا؛ نظرا لتقارب المستوى ولأن المنتخبين يعرفان بعضهما جيدًا، ومن يستغل أخطاء الفريق الآخر سيحقق الانتصار، داعيًا لاعبينا إلى التركيز العالي خلال المباراة والتنظيم الجيد في الملعب من أجل الظفر باللقاء.
وأبدى الدولي السابق غانم السعدي تفاؤلا بتحقيق نتيجة إيجابية في مباراة اليوم، وقال "حظوظنا قائمة والبحرين بطل الخليج وفريق مقاتل وصعب المراس، لكن نعول على مهارة لاعبي الوسط في حسم المباراة اما المهاجمين فعليهم محاولة فتح مساحات وخلخلة الدفاع البحريني بالجري في هذه المساحات والاعتماد على الكرات الطويلة الزاحفة والعرضيات التي ربما تمكن خالد الهاجري من التعامل معها لانه صاحب رأسيات قوية واندفاعات بدنية جيدة".
وأضاف السعدي "وفق أداء منتخبنا في تصفيات كاس العالم الاخيرة فإن المؤشرات جيدة كبداية في هذه البطولة، وعدم ظهور منتخبنا في الشوط الأول يعود إلى توجيه مدرب منتخبنا للاعبيه لامتصاص حماس أي منتخب في البداية، ومن ثم المباغتة عن طريق الهجمات المرتدة السريعة، وخاصة على الاطراف، مع علم المدرب ان الفريق لا يملك حاليا أي مهاجم يستطيع ترجمة مجهودات كل هجمة لتكون في صالح المنتخب، وهذا ملاحظ عليه كونه غير مستقر على مهاجم ثابت حتى الان". وأضاف: "كان لدينا في الماضي هاني الضابط وعماد الحوسني وكانا يجيدان إنهاء الهجمات ولا توجد لدى منتخبنا الحالي طرق مبتكرة وأخرى معينة في الهجوم، وما أراه ليس سوى اجتهادات ولعدم وجود منهجية وخطة لعب واضحة للاعبين، فإن المستويات تختلف من مباراة لأخرى، ومن شوط لآخر، ومع ذلك ليس لدى منتخبنا أية إشكالية للعب أمام أي منتخب، فقط ينقصنا التركيز الكامل وتقسيم الأداء في وقت المباراة".
