نحو سياحة مستدامة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

"التجارب تعلم الانتباه للأخطاء وتعديلها وتطويرها لنجاح العمل …….".

هذه بداية حديثي عن السياحة في عُمان والتي لابد أن تكون لها استراتيجية وطنية فاعلة وسريعة التنفيذ في شقيها:

  1. السائح العماني أولا.
  2. السائح العالمي والعربي والخليجي ثانيا.

تلك السياحة التي تتبعها بنية متكاملة الأركان تشترك في تنميتها المؤسسات الصغيرة والمُتوسطة قبل المؤسسات الكبرى؛ ليجد السائح والزائر جميع الخيارات أمامه.

سياحة تتكاتف فيها جميع المؤسسات المعنية بالسياحة من وزارة السياحة إلى البلديات إلى وزارة التجارة إلى وزارة المالية إلى الشركات الكبرى ذات المسؤولية الاجتماعية إلى المُجتمع بنفسه.

فما شهدناه خلال أيام إجازة العيد الوطني الـ51 المجيد من إقبال المواطنين نحو السياحة الداخلية وعدم وجود أبسط الخدمات التي يحتاجها الزائر في بعض الولايات كدورات المياه مع عدم توفر النزل الفندقية بأعداد تستوعب الزوار وعدم وجود البرامج الترفيهية والفعاليات المصاحبة التي تجذب الزوار إلى تلك الولايات مع عدم وجود مشاريع ترفيهية وحدائق منظمة في معظم تلك الولايات ساهم في سخط الزائرين لتلك الأماكن الجميلة في تلك الولايات مع ازدياد عدد الزائرين.

جهود وطنية شابة نوجه لها التحية في معظم محافظات سلطنة عمان والتي أقامت عددا من المشاريع السياحية في محافظتها بجهود ذاتية حيث تحتاج إلى دعم وتشجيع المسؤولين والمجتمع من أجل نجاح تلك الجهود والتي تبرز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إذا ما وجدت البيئة المناسبة من تشجيع عبر تبسيط الإجراءات واستثمار طاقات الشباب وقد توهجت خلال هذه الأيام من خلال المقاطع التي أبرزتها وسائل التواصل عبر زوار المكان.

اليوم وبعد واحد وخمسين عامًا من تنمية شاملة وبنية تحتية متكاملة نجد أن بعض الولايات تفتقر لدورات مياه عامة أو مظلات يستمتع فيها الزائر بتلك الأماكن البكر الجميلة إلا من مشاريع خجولة قامت بها الوزارة أو بلدية الولاية أو المواطنون.

أماكن رأينا الإقبال عليها يزداد عاماً بعد آخر، فبقيت دون خدمات سياحية، مثل رمال بدية وعيون وادي بني خالد والأشخرة وشواطئ مصيرة ومحافظة الوسطى والجبل الأخضر وغيرها من الأماكن السياحية الجميلة.

ومما رأته عيني في ولاية بدية أسر تفترش الرمال بعد أن أعياها البحث عن مكان مناسب ودورة مياه وحيدة بجهود الأهالي والقطاع الخاص في ذلك المكان.

اليوم أصبحت السياحة أحد أقوى مصادر اقتصادات بعض دول العالم فلماذا لا تكون عُمان حاضرة في خريطة السياحة العالمية والمحلية بقوة.

التنظير الذي كان على الورق والشعارات البَّراقة والكلام قبل الأفعال كفانا منه؛ فالطبيعة البكر ومقومات تلك الأماكن الطبيعية التي حبى الله بها عُمان هي من تدعم الإقبال إلى هذه المناطق فقط أمَّا الخدمات السياحية في تلك الولايات والأماكن فهي خجولة جدا.

اليوم ومع العهد الزاهر المُتجدد لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- نشد العزم على تطوير السياحة وضرورة الاهتمام بها في المقام الأول فهي مصدر مهم للاقتصاد العُماني وتوفير مصادر الدخل للأفراد وإيجاد فرص عمل كثيرة لكوادرنا الوطنية من الباحثين عن عمل وأهم النقاط التي يُمكننا النهوض من خلالها بسياحة مُستدامة:

  1. طرح مشروعات سياحية لأبناء المجتمع المحلي في ولايتهم ودعمهم في إنشائها وتشغيلها.
  2. طرح مشاريع كبرى تكون الجوانب الإدارية والتشغيلية فيها للمواطنين بنسبة 100%.
  3. إنشاء الخدمات التي يحتاجها السائح في كل تلك الأماكن السياحية من فنادق متعددة المستويات ومنتجعات.
  4. تشجيع إنشاء النزل الفندقية بكافة أشكالها وفئاتها في تلك الأماكن السياحية.
  5. إقامة المشاريع العملاقة كالتلفريك والحدائق المائية والترفيهية وحديقة للحيوانات ومدن للألعاب الإلكترونية وتطوير بعض الأماكن السياحية في محافظة ظفار وسد وادي ضيقة والعيون المائية في وادي بني خالد بإقامة الفنادق والمنتجعات وأماكن الترفيه حولها.
  6. إقامة الفعاليات المصاحبة في أوقات الإجازات ونهاية الأسبوع كالطيران الشراعي والطائرات بدون طيار والألعاب البحرية والسيرك وغيرها من الأنشطة الترفيهية.
  7. تشجيع سياحة الرمال وسياحة الجبال وسياحة السواحل البحرية عبر برامج معدة في استكشاف الطرق الرملية والتسلق والمشي الجبلي والألعاب الشاطئية والبحرية وسياحة العلاج كعين الكسفة وعين الثوارة وسياحة الأماكن الأثرية القديمة من حارات وقلاع وحصون.
  8. إقامة مسابقات بين الولايات لأفضل وجهة سياحية بين الولايات وتخصيص كأس للسياحة العمانية لتشجيع الولايات المتميزة في مجال الجذب السياحي.

تعليق عبر الفيس بوك