دعا إلى تكثيف التدابير الوقائية والتزام الجميع بالإجراءات الاحترازية

الدكتور زيد الهنائي لـ"الرؤية": عُمان معرضة لموجة وبائية بسبب متحور "كورونا" الجديد

 

السلطنة في وضع "أفضل بكثير" مقارنة مع فترة بداية الجائحة

التحور أمر طبيبعي في الفيروسات.. وقلة أعداد الحاصلين على التطعيم السبب الأول

التدخل المبكر واكتشاف المتحورات يساعد في مكافحة الوباء

اللقاحات الحالية فعّالة أمام المتحورات.. والدراسات ستظهر مدى الحاجة إلى لقاح جديد

الإغلاقات في بعض الدول تمثل نوعًا من التدابير الاحترازية المشددة

"منظمة الصحة" تحذر من خطر عالمي لسلالة أوميكرون

 

الرؤية- مدرين المكتومية- الوكالات

 

قال الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي استشاري الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس، إن احتمال حدوث موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا نتيجة لمتحور "أوميكرون" الجديد "تبدو مرتفعة"، داعيًا إلى تكثيف التدابير الوقائية حتى تتضح الصورة بدرجة أكبر، مؤكدًا أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بالمتحور "أوميكرون" في السلطنة حتى الآن.

وأضاف- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن التدخل الحازم والمبكر أفضل من الانتظار، مشددا على أن عُمان في الوقت الراهن في وضع "أفضل بكثير" مقارنة مع فترة بداية الجائحة، كما إن الأدوات المتاحة للتصدي للفيروس باتت اليوم أقوى عن ذي قبل.

وكشف الهنائي السبب وراء ظهور متحور جديد من فيروس كورونا "كوفيد-19"، وقال إن السبب هو التحور الطبيعي الذي يحدث مع جميع الفيروسات. وقال الهنائي إن ثمة عوامل تساعد الفيروس على التحور؛ منها قلة أعداد الحاصلين على التطعيم والتراخي أو عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية، الأمر الذي يساعد على تكاثر الفيروس، مشيرا إلى أنه كلما تكاثر الفيروس زادت فرص التحور.

وأوضح الهنائي أن نقص مناعة الإنسان من العوامل المساعدة على تحور الفيروسات؛ حيث يعتقد العلماء أن الفيروس لديه فرصة أكبر في التحور إذا كان المصاب يعاني من ضعف في جهاز المناعة؛ لأن الفيروس يستمر في الجسم لمدة أطول.

وذكر الهنائي أن بعض أمراض نقص المناعة تنتشر في دول بعينها بشكل أكبر، لافتًا إلى أن نقص المناعة لا يأتي فقط عبر مرض "الأيدز"، فهناك أشخاص مضطرون للحصول على أدوية مثبطة للمناعة للعلاج، مثل مرضى السرطان، لكنه استدرك قائلا: "تظل هذه نظرية ولا يوجد دليل قاطع يثبتها".

وأضاف الهنائي أن هناك عوامل تساعد على اكتشاف المتحورات، مشيرا إلى أن دولة جنوب أفريقيا تمتلك قدرات علمية ومخبرية ممتازة لاكتشاف المتحورات، وبالتالي اكتشفوا هذا المتحور في وقت مبكر، وهذا يؤكد مدى أهمية البحث العلمي والاهتمام بتطوير القطاع الصحي؛ حيث إن التدخل المبكر يساعد في جهود المكافحة. ولفت الهنائي إلى أن العلماء يعتقدون أنه في الغالب توجد متحورات أخرى في دول لم تكتشفها بعد.

وحول مدى فعالية اللقاحات الحالية، قال الدكتور زيد الهنائي: "اللقاحات الحالية أثبتت فعاليتها أمام جميع المتحورات حتى الآن، لكن بالنسبة لمتحور أوميكرون، نحتاج إلى دراسات علمية كي تتضح الصورة، لكن آراء علمية تشير إلى أن المتحور الجديد سيتفادى المناعة المتكسبة من التطعيم أو الإصابة السابقة لكن بشكل جزئي، وهو ما يعني أن التطعيم سيوفر حماية بدرجة ما، ضد هذا المتحور، خصوصًا في حالات الإصابة الشديدة". إلا أن الهنائي أكد ضرورة انتظار نتائج الدراسات العلمية لمعرفة حقيقة الوضع بالبرهان والدليل العلمي. وفي هذا السياق، حث الهنائي شركات الأدوية واللقاحات، على البدء في إنتاج لقاحات جديدة في وقت مبكر، إذا ما تبين أن العالم بحاجة إلى لقاحات أخرى غير المتوافرة حاليًا.

وفيما يخص الإغلاقات التي بدأ عدد من الدول تطبيقها، على الرغم من حصول المسافرين على التطعيم وإجراء فحوصات مخبرية " فحص البلمرة بي سي آر"، أوضح الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي أن فحص البلمرة يكشف عن هذا المتحور، لكن الدول التي أغلقت حدودها اتخذت ذلك القرار لأنها تدرك أن فحص البلمرة لا يكشف عن 100% من الإصابات بين المسافرين؛ حيث إن المرض يظهر على البعض لاحقًا، مشيرًا إلى أن الدول تحاول القيام بكل ما يمكن لمنع أو تقليل فرصة دخول المتحور عبر الحدود.

خطر عالمي

وحذرت منظمة الصحة العالمية أمس، من أن السلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا تشكل خطرا عالميا "مرتفعا للغاية" مع تسجيل المزيد من الدول حالات إصابة، مما أدى إلى إغلاق حدود وجدد المخاوف بشأن انتعاش الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد-19 المستمرة منذ عامين. ويقول علماء إن الأمر قد يستغرق أسابيع لمعرفة مدى شدة أوميكرون الذي اكتشف أول مرة في دول جنوب القارة الأفريقية. وأثار ظهوره رد فعل عالميا قويا؛ حيث فرضت دول قيودا على السفر وقيودا أخرى خوفا من انتشاره السريع حتى بين من تلقوا اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وخسرت أسواق الأسهم العالمية نحو تريليوني دولار من قيمتها السوقية يوم الجمعة بسبب فزع المستثمرين، لكن الأسواق هدأت بعض الشيء اليوم حتى بعد أن قالت اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، إنها ستغلق حدودها. وحذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في توصية فنية للدول الأعضاء وعددها 194 دولة من أن "تقييم مجمل الخطر العالمي المتعلق بأوميكرون مرتفع للغاية" وحذرت من "عواقب وخيمة في بعض المناطق".

وقال سليم عبد الكريم خبير في الأمراض المعدية في جنوب أفريقيا إن أوميكرون يبدو أسرع انتشارا من المتحورات السابقة بما في ذلك بين المحصنين سواء بالتطعيم أو بإصابة سابقة بكوفيد-19. وأضاف أن من المتوقع أن تشهد جنوب أفريقيا ارتفاع حالات الإصابة إلى أكثر من 10 آلاف يوميا هذا الأسبوع، مقارنة مع 2858 يوم الأحد ونحو 300 حالة قبل نحو أسبوعين. لكنه أضاف أن من السابق لأوانه قول ما إذا كانت الأعراض أكثر حدة، وأضاف أن لقاحات كوفيد-19 الحالية من المرجح أن تكون فعالة في الحماية من الأعراض الشديدة لسلالة أوميكرون.

 

وقال طبيب من جنوب أفريقيا، كان من أوائل من اشتبهوا في ظهور سلالة جديدة، إن أوميكرون يتسبب في أعراض خفيفة حتى الآن. ورصدت البرتغال 13 حالة إصابة بأوميكرون في أحد أندية كرة القدم في لشبونة. وأعلنت اسكتلندا والنمسا كذلك رصد حالات. وفرض عدد من الدول قيودا على السفر من بينها اليابان التي وصفت حظر دخول الأجانب بأنه إجراء وقائي.

تعليق عبر الفيس بوك