من أرض السلام إلى كعبة المضيوم

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة قطر الشقيقة والتي تُعد الثانية لجلالته لدولة خليجية منذ توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020 بعد المملكة العربية السعودية الشقيقية، أحرزت نجاحات واضحة بكل ما تعنيه الكلمة؛ حيث جرى توقيع حزمة من الاتفافيات في مختلف المجالات.

وسائل الإعلام القطرية وصفت هذه الزيارة بالتاريخية؛ حيث تأتي في إطار المشاورات المستمرة بين البلدين الشقيقين بما يخدم آفاق التعاون الأخوي المُشترك وسُبُل تطوير مجالات التعاون على مختلف الأصعدة بما يحقق آمال وتطلعات الشعبين. وترجمة لدعم سبل التعاون فقد تم خلال هذه الزيارة التوقيع على حزمة من الاتفاقيات من بين هذه الاتفاقيات التعاون في المجالات العسكرية واتفاقية اقتصادية تتمثل في تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب على الدخل ورأس المال والعمل. وكذلك اتفاقية في مجالات الاستثمار والسياحة واللوجستي والنقل البحري والموانئ.

لا شك أنَّ هذه الاتفاقيات ستعزز مجالات التعاون بين البلدين خاصة وأن هناك رغبة مشتركة في رفد أوجه التعاون بين البلدين بما يعود بالنفع ويرفد القطاع الخاص بين البلدين بإقامة مشاريع استثمارية مشتركة ذات قيمة مضافة.

ولعل تجربة الشركة القطرية "كروة" التي تتخذ من المنطقة الاقتصادية بالدقم مقرا لها خير مثال على نجاح الشراكة العمانية القطرية؛ حيث إن كروة للسيارات متخصصة في تصنيع وتجميع الحافلات، ودشنت أول حافلة من إنتاجها تحمل العلامة التجارية "سلام" لتبدأ العمليات التشغيلية للمشروع الاستثماري المشترك بين سلطنة عُمان ودولة قطر ويستهدف في مراحله الأولى تصنيع 500 حافلة سنويًا. ومن حسن الطالع أن هذا النحاح جاء متزامناً مع الزيارة التاريخية لعاهل البلاد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- إلى قطر.

ولا تنسى دولة قطر المواقف العمانية إبان الأزمة الخليجية الأخيرة، ودعم سلطنة عُمان حكومة وشعبا لكافة جهود الوساطة، بل والتحرك الدبلوماسي العماني من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء، وتمكنت عمان بما تملكه من مكانة بين دول الخليج، من القيام بأدوار لإعادة العلاقات وعودة دولة قطر إلى الحضن الخليجي.

إنني كمواطن عُماني أتمنى أن يناقش المسؤولون في كلا البلدين، استفادة دولة قطر- التي ستحتضن أكبر حدث رياضي عالمي وهو "مونديال قطر 2022"- من قدرات الشباب العماني من خلال توفير فرص عمل لأبناء عمان والمشاركة في هذا الحدث العالمي، وأن تكون سلطنة عُمان محطة مهمة لهذه البطولة خاصة وأن الجانب القطري سبق وأن طرح فكرة إقامة بعض المباريات على أرض السلطنة. نتمنى أيضًا كمواطنين أن يتم التوسع في توظيف أبناء البلدين في الشركات القطرية والعمانية والمشروعات المشتركة.