كل عام وعمان وجلالة السلطان في خير ومسرة

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

تحتفل السلطنة اليوم الخميس الثامن عشر من نوفمبر المجيد بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد وقد أكملت خمسة عقود من التطور والنماء والازدهار، حققت من خلالها منجزات حضارية وتنموية مختلفة، عمت أنحاء السلطنة بفضل الله تعالى أولا، وتاليها بفضل السياسة الحكيمة والحكمة الصائبة والحنكة المستنيرة لقائديها.

وفي ظل ما يواجهه العالم من تحديات جسام تعيق النمو والتطور ورفاه الشعوب، إلا أن عمان مضت قدماً في إكمال ما ابتدأته في الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 بقيادة السلطان قابوس الرجل الخالد فينا طيب الله ثراه، وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، فقبل هذا الوقت لم تكن عمان يحظى أهلها بتعليم وصحة كما هو حاصل اليوم، إلا أن هذين القطاعين وغيرهما من القطاعات الحيوية والمهمة، بعد أن تولى السلطان قابوس طيب الله ثراه مقاليد الحكم في البلاد، وبدأ مرحلة جديدة في بناء عمان، توازن بين المُحافظة على الموروث الذي نعتز به، وبين مقتضيات الحاضر ومتطلباته التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حديثه وجديده وحضارته وعلومه وتقنياته، والاستفادة من مُستجداته في شتى ميادين الحياة ومجالات التنمية، نميا بشكل تدريجي حتى عم البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فالمستشفيات والمؤسسات الصحية والتعليمية المختلفة والمنتشرة اليوم في طول البلاد وعرضها، متوفرة في السهل والجبل والوادي، وفي البوادي والحضر ومختلف المدن.

إن ما صارت عليه عمان منذ البدء من سياسة حكيمة ونهج عقلاني متزن ومتفرد، كان ينشد رخاء العماني واستقراره وتنعمه بحياة كريمة حديثة، قد انعكس اليوم على ما ينعم به من أمن وأمان واستقرار وراحة واهتمام، وهو ما يسير عليه اليوم جلالة السلطان هيثم -حفظه الله ورعاه-، الذي هو خير خلف لخير سلف، والذي يعمل بصمت وفي مسار مُتسق، يقود عُمان إلى مزيدٍ من التقدم والرقي والرخاء، يستهدف مجالات عدة تنموية واقتصادية واجتماعية وصحية وتعليمية وثقافية وسياسية، ولم ينس جلالته- أعزه الله- دور السلطنة إقليميا ودوليا في خدمة وصون السلم والأمن الدوليين، وتعزيزه بما يحفظ السلام العالمي، ويحد من المعاناة الإنسانية لشعوب الأرض.

إن مصابيح الخير شعت أنوارها على عُمان من مسندم شمالا وحتى ظفار جنوبا، في حقبة تاريخية كانت المنطقة تعاني فيها من جهل وفقر مدقع، وتأخر في التعليم والصحة ومجالات متعددة، فكانت الموارد الطبيعية التي يمكن تسميتها بالصناعات الاستخراجية كالغاز وبقية الصناعات والموارد المتجددة الأخرى، لم يبدأ بعد في اكتشافها آنذاك، لتكون رديفا مساعدا للنفط ومشتقاته، التي بدأت المسيرة المظفرة، تستغل عائداته في تطوير البلاد، والحد من الفقر والبطالة ومستويات المعيشة المتدنية، عازمة منذ البداية، على تحقيق الرخاء محليا، وتلبية حاجيات الدولة والمجتمع في آن واحد؛ فكان الترشيد والإنفاق الحسن لتلك العائدات، له دور كبير في إعمار البلد وتحقيق نمو اقتصادي حقيقي وفعال، وسيرهما في خطط خمسية متوازنة، راعت الكثير من الجوانب والمسلمات والبديهيات والضروريات.

إن السلطنة وهي تحتفل اليوم بذكرى الثامن عشر من نوفمبر المجيد، فإن أهلها قبل كل شيء يجددون العهد والولاء والانتماء للوطن ولقائده المفدى جلالة السلطان هيثم المعظم- حفظه الله ورعاه- متطلعين لمواصلة مسيرة النماء والخير كي ينعم كل مواطن بالعيش الكريم.

إن النظرة اليوم إلى دخل الفرد الواحد من أصحاب الضمان الاجتماعي، والأسر الفقيرة والمتقاعدين القدامى من القطاعات المدنية والعسكرية، ذوي الرتب والدرجات الصغيرة، مطلب متجدد نرجوه من المقام السامي أن يحققه، وأن ينظر إليه جلالته- بارك الله فيه- بعين الأب الحاني والقائد الرؤوف وهو أهل لذلك، فهؤلاء رواتبهم بسيطة، وأعداد أسرهم وأبنائهم ومن يعولون في تزايد مستمر، فمصاريفهم ومسؤولياتهم والتزاماتهم في ازدياد يوما بعد آخر.

مولانا جلالة السلطان هيثم أطال الله في عمركم، إن أبناء عمان وشعبكم الوفي، يتطلعون في مثل هذه المناسبات، إلى النظر إلى ظروفهم وأوضاعهم المعيشية الحالية بعين الأب الحاني والقائد الباني، الذي يحب شعبه وهم يبادلونه الحب والتقدير، وليس بغريب عليكم الكرم والنخوة والشهامة، والسعي لتلبية مطالب شعبكم الأبي، فأنتم في موقع القادر بعد الله على إدامة وتحقيق حياة كريمة عزيزة للمواطنين، بدون ديون ومشاكل وسجون للمديونين.

مولاي صاحب الجلالة يشرفني في هذه السانحة وفي هذا المقام والمقال، وعمان تحتفل بهذه الذكرى العطرة ذكرى العيد الوطني الحادي والخمسين، أن أرفع إلى مقام جلالتكم السامي، أصدق الكلمات وعبارات التهاني، مقرونة بالدعوات وبما تكنه قلوبنا لجلالتكم من حب وولاء وعرفان، أن ينعم عليكم المولى جلت قدرته وأفراد عائلتكم وأسرتكم الكريمة، بدوام الصحة والتوفيق، وأن يعيد عليكم هذه المناسبة وأمثالها من المناسبات، باليمن والخير والبركات، وأن يمدكم تعالى بالعون، وأن يرعاكم وأنتم الكرماء والأوفياء، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم، وكل عام وعُمان من تقدم إلى تقدم، ومن رخاء إلى رخاء أفضل منه.. وبوركتم يا مولاي المعظم وبوركت أيامكم زاهرة بالخير وعامرة بالمسرات.

تعليق عبر الفيس بوك