نهضة متجددة بفكر مُستنير

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

يطل علينا الثامن عشر من نوفمبر المجيد في هذه الأيام الخالدة بين حزن عميق لرحيل رمز هذا اليوم التاريخي العظيم، وبين مشاعر جياشة بالغبطة والبهجة والفرح والسرور، ونحن نعيش على بساط هذه النهضة العملاقة التي شملت مختلف مناحي الحياة، وحولت البلاد من حالة اليأس التي كانت تعيشها إلى دولة منفتحة ونهضة شاملة متجددة..

نهضة عشناها وتعايشنا معها وتربينا في أحضانها وكبرنا من خلالها وكبرت في نظرنا واستوطنت في نفوسنا وامتزجت بأرواحنا ودمائنا.. نهضة غرست فينا حب الوطن والإخلاص للقائد، والوفاء لتلك الروح الطاهرة التي فارقتنا بعد مسيرة خيرة استمرت معطياتها بنجاح غير عادي وتحققت إنجازاتها بتضافر الجهود وتناغم الأفكار وتماسك الأيادي لمدة خمسين عامًا من العطاء الوطني المتميز والعمل المخلص المتواصل، بجانب ما تحقق من غايات اجتماعية واقتصادية وسياسية وإنجازات شملت مختلف مناحي الحياة، وأهداف مُثلى مبنية على الثقة والاحترام المتبادل على المستويين المحلي والدولي وفق خُطط مدروسة وبرامج طموحة أثبتت جدارتها وأبهرت العالم بصلابتها وقدرتها على ضبط مساراتها والارتقاء بأدائها وأدواتها وإدارتها وقيمها الرفيعة.

ها هي عُمان اليوم تدشن مرحلة جديدة بقيادة جديدة وروح نابضة بالحيوية أخذت زمام الأمور وارتقت عرش البلاد من أجل أن تُواصل مسيرة العمل بدماء جديدة وبعد استراتيجي متطور ورؤية متجددة ونظرة حكيمة متوازنة ومعتدلة، ودولة عصرية قائمة على قواعد متينة ومرتكزات ثابتة وعقول مستنيرة وحضارة عريقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.

هنيئًا لعُمان بإنجازاتها وهنيئاً لشعب عُمان بقائده المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- هذا القائد الذي امتزجت أفكاره بصحوة شاملة وفكر مستنير ونظرة عميقة وسياسة حكيمة وبعد إنساني متميز بالعطاء والإنجاز، ونشر مظلة التسامح التي امتدت آثارها الخيرة إلى أبعد الحدود وعلى أوسع نطاق وفق منهج واضح المعالم، يتسم بالكثير من المعطيات الإيجابية التي تسهم بصورة مباشرة في تعزيز قدرات المواطن والنهوض بمسؤولياته والارتقاء بواجباته من أجل خدمة هذا الوطن العزيز وشعبه الوفي.

عُمان الحضارة والأصالة هيأت نفسها وطاقاتها وإمكانياتها الرسمية والمعنوية والمادية لتكون أرضًا محبة للسلام ومحطة تواصل وتقارب يدفعها الإيمان الراسخ في القلوب والمتجسد في الأفعال، وهي داعمة للجهود الدولية والإقليمية ساعية للخير من منطلق رؤيتها التكاملية وفلسفتها الخاصة التي تدعو جميع القوى الفاعلة إلى القيام بدورها في إقامة علاقات ود ومحبة متناغمة ومتجانسة في الأقوال والأفعال وذات ثقل معنوي وانسجام حضاري واضح في مرتكزاته وأساليبه وثقافته وأهدافه وغاياته ومعالمه.

عُمان قيادة وشعبًا تحرص على أن تكون لغتها مفعمة بلغة المحبة والتسامح والوئام لكي تعيش البشرية في اطمئنان وسلام واستقرار مهما اختلفت الدوافع والمذاهب والأديان والأطياف والتوجهات فالكل يجب أن يعيش محمياً بما تقره الأديان والأعراف والقوانين والتشريعات الدولية.

ولقد جاءت التوجيهات السامية خلال الأيام الماضية بما تتضمنه من نظرة كريمة، لتكون امتداداً للمكرمات السامية التي تعوّد عليها الشعب العُماني من أجل تخفيف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي فرضت وجودها على الساحة الدولية وبخاصة تلكم الآثار المترتبة على خلفية جائحة كورونا وما صاحبها من أزمات اقتصادية واجتماعية والتي تضاعفت من خلال الإرهاصات التي عانت منها البلاد نتيجة الأجواء المناخية الاستثنائية "إعصار شاهين" والذي ألقى بظلاله على عُماننا الحبية وغيَّر الكثير من معالم الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

نسأل أن يُوفق الجميع لخدمة البلاد والعباد وأن يحفظ عُمان قيادة وشعباً من كل سوء ومكروه،وكل عام والجميع بوافر الصحة وكمال المسرة والسعادة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة