الطائي يستعرض أمام "القمة الدولية" تجليات المسؤولية الاجتماعية خلال "الإعصار شاهين"

...
...
...

مسقط- الرؤية

شارك المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، في أعمال "القمة السنوية الدولية الثانية للمؤسسات الرائدة في مجال المسؤولية المجتمعية 2021، بمشاركة نخبة من المتخصصين، وذلك عبر تقنيات الاتصال المرئي.

وحملت القمة عنوان "المبادرات المجتمعية الفاعلة للمؤسسات.. الطريق إلى عالم أفضل"، بتنظيم من الاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية. وناقشت أوراق العمل في القمة المبادرات المجتمعية الفاعلة للمؤسسات، وأدوات تصميم المبادرات المجتمعية الفاعلة للمؤسسات، وتعظيم العائد على المجتمع من مبادرات المؤسسات الرائدة في مجال المسؤولية المجتمعية، ودور القطاع الخاص في تعظيم أثر مبادرات المؤسسات العاملة في مجال المسؤولية المجتمعية، والمبادرات المجتمعية الرقمية للمؤسسات وأدواتها للاستجابة لاحتياجات المجتمع في وقت الأزمات. وأقيمت جلسة تعريفية بعنوان "منهجيات منظمة الأمم المتحدة في رعاية المبادرات المجتمعية الفاعلة".

وأكد المكرم حاتم بن حمد الطائي في ورقة العمل التي حملت عنوان "الإعصار شاهين والمسؤولية الاجتماعية.. ينابيع الأمل وشموس العطاء"، أن أبرز قضية يمكن الحديث عنها في هذا السياق الأنواء المناخية التي مرت على عُمان مطلع أكتوبر الماضي؛ حيث ضرب الإعصار المداري "شاهين" أجزاءً كبيرة من المحافظات الشمالية للسلطنة، وتركزت الأضرار الناتجة عن هذا الإعصار في ولايات المصنعة والسويق والخابورة.

وأضاف أن المشهد كان مُحزنًا للغاية، فالعواصف المصاحبة للإعصار اقتلعت النخيل والأشجار، وهدّمت البيوت، وتسببت في سقوط أجزاء من مبانٍ ومرافق خدمية وعامة وخاصة، كما جرفت مياه الأودية السيارات والممتلكات، وحطمت جدران المنازل، فضلاً عن غمر المياه لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وغير الزراعية، إلى جانب أضرار عدة لا يتسع المجال لذكرها، والأرواح التي فقدناها وهي أغلى ما نملك. وأضاف: "عندما انقشع الغمام، وأشرقت الشمس، أشرقت أيضًا شمسٌ أخرى؛ إنها شمس الملحمة الوطنية التي سطرتها سواعد شباب عُمان الأبرار، من الرجال والنساء، في الثامن من أكتوبر؛ إذ مثّلت هذه الملحمة محطةً فارقةً في تاريخ مسيرتنا الوطنية، فقد كانت الدعوة إلى العمل التطوعي تجسيدًا حقيقيًا وصادقًا لأنبل معاني المسؤولية الاجتماعية، وتحديدًا مسؤولية الأفراد تجاه مجتمعهم، ووطنهم، هبّ شباب عُمان من كل مكان، من صلالة في الجنوب، ومن مسقط والشرقية وحتى منطقة الباطنة ذاتها التي كانت الأكثر تضررًا، جميعهم شمّرُوا عن سواعد الجد، فأخذوا يُساهمون في الجهود الحثيثة التي لم تتوقف إلى اليوم، من أجل أن تعود الحياة إلى طبيعتها". وأوضح الطائي أنَّ أكثر من 15 ألف شاب وفتاة، تجمعوا ليرسموا صورة مُبهرة عن معاني التلاحم والتعاضد المجتمعي، وإننا لنؤكد دائمًا أنَّ مثل هذه المحن تزيد في نفس كل عُماني مشاعر الإصرار على العطاء المتدفق، والحب الفطري للوطن. وأشار إلى أن المسؤولية الاجتماعية تجسدت في أبهى صورها أيضًا عندما تسابقت مؤسسات القطاع الخاص لتقديم يد العون، من خلال التبرعات المالية والعينية التي قدموها لجهات الاختصاص من أجل توزيعها على المستحقين من المتضررين. تنافس الجميع في الخير والعطاء، فأضاء نور البذل أنحاء الوطن. أعلنت البنوك والمصارف عن تخصيص مبالغ كبيرة لمُساعدة المتضررين، وأتاحت قروضًا بدون فائدة لكل متضرر، وسمحت بتأجيل الأقساط البنكية لهم، في خطوة هدفت إلى تخفيف مُعاناتهم ومؤازرتهم في محنتهم.

وبين الطائي أنَّ تلك الملحمة الوطنية تظهر جملة من النتائج ذات الصلة بالمسؤولية الاجتماعية على اختلاف أشكالها، تتمثل في نجاح مؤسسات الدولة في القيام بواجباتها تجاه المتضررين، وإبراز الدور الرائد والمحوري للشباب، علاوة على تأكيد جهود القطاع الخاص وإسهاماته خلال تلك المحنة، وهو ما يُبرهن على الأهمية القصوى لمسألة تنظيم مشاريع المسؤولية الاجتماعية، وأخيرًا إبراز المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام.

تعليق عبر الفيس بوك