المأمول من حوار الشباب

 

حمود بن علي الطوقي

 

انطلقت أولى الجلسات الحوارية لأبناء ولاية مطرح، وذلك تنفيذًا للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي وجه بأهمية فتح قنوات التواصل والاستماع إلى الشباب ومطالبهم ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم.

حضرت هذه الجلسة التي تمَّ تنظيمها من قبل مكتب سعادة والي مطرح وحضرها مجموعة من الشباب العُماني من الجنسين يمثلون أبناء ولاية مطرح. وحضر هذه الجلسة من طرف الحكومة معالي السيد محافظ مسقط ونائبه ومعالي المهندس رئيس بلدية مسقط. وسعادة السيد والي ولاية مطرح.

الجلسة بدأت بكلمة ترحيبية من معالي المحافظ الذي أكد أن التوجيهات السامية من لدن جلالة السلطان. تحتم علينا كمسؤولين أن نمد جسور التواصل للاستماع إلى مطالبكم كشباب عُمان وستكون للحكومة آذان صاغية لمرئيات وطوحات الشباب. فهم الثروة الحقيقية للبناء والنهوض بمكتساب البلاد. وهم أي الشباب الطاقة الإيجابية والثروة الحقيقية للأوطان.

تم خلال الجلسة تقديم عرض مرئي حول المشاريع التي تعتزم محافظة مسقط تنفيذها خلال العام ٢٠٢١ وكذلك رؤية المحافظة الاستشرافية التي تندرج ضمن رؤية عمان ٢٠٤٠.

حقيقة كمُتابع وكمراقب لأعمال أولى هذه الجلسات لمست أن 80% من الشباب الذين حضروا هذه الجلسة لا يحملون برنامجاً محددًا عن تطلعاتهم وأفكارهم الإبداعية والابتكارية، كنت أتمنى أن أرى الشباب المتحمس الذين شاركوا في هذه الجلسة الحوارية يتنافسون في تقديم وطرح أفكارهم الإبداعية والابتكارية التي تعود بالنفع للمحافظة بشكل خاص وللبلاد بشكل عام.

النقاش الحواري الذي كان يطرح على المسؤولين حمل صبغة مختلفة حيث كانت المطالب التي تحمل قصور الحكومة في تلبيتها مثل المطالب المتعلقة بتحسين الخدمات في محافظة مسقط وإقامة الطرق والسدود وطرح المناقصات في تجميل الولاية بالإضافة إلى المطالب بتبسيط الإجراءات وارتفاع سعر المأذونيات ومُحاربة التجارة المستترة وغيرها من المطالب ذات الطابع الخدمي.

كنت أتابع هذه الجلسة النقاشية وكأني أتابع استجواب أعضاء مجلس الشورى لأصحاب السعادة خلال الجلسات البرلمانية، وهذه المطالب في رأيي ليس محلها هذه الجلسات التي خصصت للاستماع إلى طموحات ومرئيات الشباب. فعلينا كشباب عمان أن نستفيد من هذه المساحة المخصصة لنا ومناقشة المسؤولين بطموحاتنا وأفكارنا الإبداعية الخلاقة، في مستهل رد معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي للشباب طالبهم قائلاً نحن هنا اليوم للاستماع إلى أفكاركم ومشاريعكم القابلة للتنفيذ فنحن على أتم الاستعداد لتلبية احتياجاتكم ودعم أفكاركم فلهذا نتمنى أن تطرح لنا أفكار جديدة وهادفة تخدمكم كشريحة الشباب الطموح.

صحيح أن الجلسة الحوارية اشتملت على مطالب خدمية، لكنها لم تخلو من بعض الأفكار الطموحة والهادفة كالفكرة التي طرحها أحد أبناء الولاية ونالت استحسان الجميع بل واستعداد البلدية والمحافظة لتبني مثل هذه الأفكار التي تدعم تنمية السياحة الذي هو جزء من التراث العماني المادي واقترح أحد شباب الولاية الاهتمام بعناصر المعمار العماني حيث تتوفر عناصر معمارية في السلطنة لا نظير لها بالعالم الإسلامي كعنصر "البومة" الذي تميزت به المساجد العمانية التقليدية وهي قبة صغيرة في الزاوية أعيد استخدامها بمسجد الخور خلف قصر العلم العامر وبعض المباني بروي والحي التجاري، ويمكن بالتعاون مع المتحف الوطني إعادة توظيفها بقيمة مضافة للسياحة ورافدا للاقتصاد كما نحتاج لأطلس للعمارة العمانية أسوة بالدول الأخرى التي تعتز بمعمارها ليكون دليلا للسائح والقاطن والدارس على حدٍ سواء.

نعم نحتاج إلى أفكار الشباب، وهذه دعوة مني لإخواننا الشباب في مختلف الولايات والمحافظات: أدعوكم أن تستفيدوا من جلساتكم الحوارية المباشرة مع المسؤولين واطرحوا أفكاركم بكل جدارة وناقشوا المسؤولين حول أفكاركم ولا تجعلوا هذه الأفكار حبيسة الأدراج بل جاهدوا من أجل أن تصل أفكاركم إلى الواقع وحتما ستجد الترحيب والامتنان.

عُمان تتقدم بأفكار الشباب ولهذا يجب على المسؤولين أخذ هذه الأفكار الإبداعية الخلاقة وترجمتها إلى واقع وعلينا كمسؤولين أن نأخذ بيد الشباب فهم ثروة حقيقية لهذا الوطن العزيز المعطاء.