مرحبًا نوفمبر المجيد

 

راشد بن سباع الغافري

كان يُمكن أن يكون شهر نوفمبر كأيّ شهر عادي من أشهر السنة، لكن حلول مُناسبة العيد الوطني المجيد للسلطنة في أيامه جعله مميزاً وليس كأيّ تميز؛ فهو المُتربع على عرش قلوب العمانيين من تلك الأشهر لما يحمله من تجدد لمشاعر الحب والولاء للوطن والسلطان، وفيه يزداد الفخر بالانتماء لهذه الأرض المباركة، ولهويتها العريقة التي جابت الآفاق.

وكأن هذا الشهر قد حلّ بيننا ليبث طمأنينته على هذا الشعب الذي عانى من جائحة كوفيد، ومن هبوط أسعار النفط، وإعصار شاهين، وبدا مجيئه وكأنَّه يردد على مسامعهم "إن مع العسر يسرا". نوفمبر وقد أتى نستذكر فيه خطاب أعزَّ الرجال وأنقاهم السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- في بداية النهضة حين قال: "سأعمل بأسرع ما يُمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمُستقبل أفضل". كما إننا نستشعر تريددنا اليوم في سلامنا السلطاني الذي يخاطب عُماننا بالقول "واسعدي وانعمي بالرخاء". ومع صدق الوعد بتحقق الأولى، فإننا نتطلع بكل شغف لتعيش عُماننا جمال العبارة الثانية.

فمن رحم مُعاناة الأولى في بداية النهضة تحقق حلم عُمان اليوم، وبالتأكيد من رحم معاناة اليوم سنتطلع وسنعمل جميعًا يدًا بيدٍ ليتحقق ما نصبوا إليه جميعًا من رخاء ونعمة ومستقبل واعد لهذا الوطن وأبنائه.

إيجابية مشاعرنا كعمانيين نحو وطننا، وقوة صبرنا وتحملنا للظروف الخانقة التي مرّت بنا هي دليل كاف على أننا قادرون على تجاوز الصعاب معاً، وتخطي المحن، والتغلب على المشكلات صغيرها وكبيرها.

شهر نوفمبر المجيد نأمله أن يكون بداية انطلاقة نحو الرخاء المنشود، فالنَّاس الذين صبروا على كل تلك الظروف بحاجة إلى من يطمأنهم بأننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو ذلك الرخاء، والصبر والإيجابية التي تمتع بها المجتمع طوال الفترة الماضية بحاجة هو أيضاً إلى من يشعره بالامتنان على ذلك من خلال تخفيف بعض الضغوطات عليه، وفي نوفمبر الذي يدرك العمانيون قيمته الوطنية فرصة لظهور بوادر تدلل على حدوث ذلك، لتعطي أملاً متجددا لهذا الجيل والأجيال القادمة برقيّ التوّجه.

شهر نوفمبر هو الامتداد الزمني لسنوات مضت وأخرى مُقبلة من نهضتنا المباركة، وسيظل يحمل دائمًا بشائر الخير بين أيامه، نُراجع فيه ما قد مضى، ونمحص خلاله ما نحن فيه، ونضع التّصور القادم لما نريد أن نكون عليه، ولهذا وغيره فإننا نردد دائمًا: مرحبًا نوفمبر المجيد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة