خليفة بن عبيد المشايخي
تتجه الأنظار لدينا في عُمان من مختلف شرائح المجتمع إلى شهر نوفمبر المجيد الذي سيحل علينا وبلادنا ولله الحمد تعيش بفضل الله عزَ ّوجلَّ وقيادتنا الحكيمة والتفاف الشعب خلف قيادته الرشيدة، أمنا وأمانا واستقرارا وازدهارا، يتنامى يومًا بعد آخر.
ويأتي نوفمبر المجيد هذه الأيام وعُمان الحبيبة وبلدنا الغالي العزيز، قد قطعت شوطا كبيرا في مسيرة التطوير والتحديث منذ انطلاقتها في الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 وحتى يومنا هذا، مسجلة في تاريخها وصفحاتها الناصعة المشرقة ملحمة بطولية مبهرة، وصورة وطنية رائعة.
تجسدت في التلاحم والتعاضد والتآزر، الذي أبداه أبناء الوطن من ظفار وحتى مسندم، منذ واحد وخمسين عاماً، وحتى وقتنا الحالي، وحينما هبوا جميعًا بعد الأنواء المناخية الأخيرة، لإعادة وإعمار ما خلفه وقضى عليه شاهين الذي نهش في مقدرات البلاد والعباد، وأتى على ممتلكاتهم ومنجزات عصر النهضة المباركة، التي استهدفت من يومها تحقيق الرخاء والاستقرار للمواطنين والإنسان العماني على حد سواء، وتحسين معيشتهم وحياتهم العامة والخاصة، باعتبارهم الوسيلة والغاية لعملية التنمية.
وحينما تهب أعاصير وقوى عاتية تأتي على الأخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر، فإنَّ التصدي لها يكون من شيم الرجال، ودفعها يأتي من أناس أبطال أشداء رحماء بينهم.
لذلك فإنَّ عمان ولادة للرجال منذ القدم، ولا خوف عليها إطلاقاً، فهي قوة ونموذج ومثال في الاتحاد والإخاء والبناء دوما، توارث أهلها ذلك أباً عن جد، وهم كذلك سواء إذا ما دعا داعٍ لذلك، أو كانت الأمور مستتبة وعلى خير ما يُرام.
عمان وهي تستعد للاحتفال بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد الذي سيحل علينا للمرة الثانية بعد تولي مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد بشكل وهيئة افتقدناها في العام الماضي بسبب انتشار الوباء وكثافته ونتائجه، الذي بات يزحف هذه الأيام ببطء نحو التلاشي، ويجر أذياله وأذنابه نحو الانحسار، والتعافي منه بشكل كلي بإذن الله.
إنَّ العيد الوطني المقبل، سيكون بإذن الله مختلفًا عن سابقه الذي أتى في سياق هذا العهد الزاهر الجديد؛ إذ سيتفضل جلالته حفظه ورعاه، برعاية العرض العسكري المهيب، في دلالة على أن عُمان تهتم ببناء مؤسساتها العسكرية بحسب حاجتها، وتولي اهتمامًا كبيراً برجالها الأشاوس منتسبي قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عُمان السلطانية ومختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، الذين بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس من أجل أن تبقى عُمان حرة أبية وآمنة مطمئنة، ينعم أهلها وساكنوها بأمن وأمان وخير واستقرار، وما تشريف جلالته أعزه الله لها في الوقوف أمامها في الثامن عشر من نوفمبر المقبل، إلا تأكيدا كبيرا على تقدير المقام السامي لدورها الكبير وواجباتها الجسام.
إن عمان من أقصاها إلى أقصاها وهي تعيش أفراح نوفمبر المجيد، لتنظر بعين الرضا إلى ما تحقق من منجزات عظام، بأنه مفخرة لكل العمانيين، وتتطلع إلى أن يكون نوفمبر القادم حاملاً للخير والبشارات الطيبة، كعادته في السنوات الماضية، حينما كان جلالة السلطان الخالد فينا السلطان قابوس طيب الله ثراه معنا وبيننا.
أبناء عُمان وهم يجددون العهد والولاء لجلالة السلطان هيثم، ليحدوهم الأمل بأن مسار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية على المستوى المحلي يتجه من حسن إلى أحسن، ويتقدم إلى ما فيه رخاء ورفاهية هذا الشعب الواعي المتفهم المقدر والمحب لقيادته.
الجميع يعلم بالتغيرات التي حدثت ولا زالت موجودة، لاسيما ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وزيادة في أسعار الوقود، يقابله تزايد في النمو السكاني، وقلة وضعف في الرواتب، وبطء تحسن معيشة الأفراد والأسر. وكل ذلك أصاب الشريحة الدنيا من المُواطنين بالفاقة، وجعلهم ولا زالوا في أوضاع معيشية غير مُستقرة، وفي أحوال لا يعلمها إلا الله تعالى، فتغير الأوضاع الاقتصادية وعدم ثباتها على حال، يلقي بظلال الفقر على الكثير من الناس. والضحية هنا الإنسان البسيط صاحب الدخل المحدود جدًا، إلى حد لا يستطيع الوفاء بمتطلبات أولاده وأسرته، ويذهب دخله البسيط أيا كان، إلى الديون والالتزامات المالية، والاستحقاقات الحياتية الأخرى.
إن الأمل معقود في الأيام المقبلة في أن تحمل لنا فرجًا كبيرًا ومن الخير ما نرجوه يحسن من معيشتنا وأحوالنا، وذلك ليس على الله بكثير، ومولانا جلالة السلطان- أعزه الله- متلمس لحاجات شعبه ومتطلباته، وهو قريب منهم، وما ستحمله المرحلة الراهنة والمقبلة من تحديات كثيرة، بحاجة إلى أن نجعلها تضر بالمواطنين البسطاء الذين ليس لهم إلا ذاك الراتب والدخل البسيط.
إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فشكرًا لكم مولاي السلطان على ما قدمتم وبذلتم منذ توليكم مقاليد الحكم في البلاد وحتى يومنا هذا، متطلعين إلى أن يكون التوفيق حليفكم دوماً والنصر والسداد أليفكم، مؤكدين لجلالتكم أننا ماضون خلفكم بلا شقاق ولا فتن، والله يحفظكم ومسيرتكم المظفرة، وكل عام وجلالتكم بخير وصحة وعافية وسلامة.